قصة قصيرة

ذات الضفائر العنَّابة (5)

 

مُزنة المسافر

 

ليس للكبار أي ألعاب أو دمى.

ليلقوا بها في النهر.

ولا ينام الكبار كثيرًا.

كما يفعل الشطار.

 

الأطفال لا يمكنهم النوم دون قصص ذات الضفائر العنابة.

 الحلوة.

اللذيذة كالعليق.

أو كالزبيب الذي يسكن المرطبانات الرطبة. 

إن قصصها صانعة للخدر.

وتجعلك لا تسأم.

أبداً من النوم والكلمات تدغدغ قلبك.

وتحكي لك عن الفرح والمرح.

لكن الكبار لا ينامون كثيراً كالأطفال.

ولا يشعرون بلذة النوم.

والعوم في الحلم.

 

إنه العوم الجميل.

والطفو وسط المياه الباردة.

للنهر الذي يخترق عمران الأجداد.

وبيوتهم الممتزجة بالطين والمجد.

وكيف يكون العوم نحو القصص؟

هل سيعود الأطفال أدراجهم؟

أم يكملون الخطى.

السانحة بالسعادة.

 

أم سينظرون ورائهم.

للماضي الذي خلفه الكبار.

لا يمكن العودة.

أو الرجوع.

إنه وقت السطوع.

ووقت الضلوع.

أسفل ريش النسر العظيم الذي يحلق فوق بلادنا.

والذي يرى من منهم يصدق ومن يدعي.

ومن يكذب وينجلي.

عن المدى.

والمبتغى.

الذي تأتي به ذات الضفائر العنابة.

وأن عنباتها.

باتت متماسكة.

وقوية.

لقول حكاية جديدة.

مفعمة بالحياة.

وأن كلماتها ستعلو وتحلق.

وتصل لسماء الإذهال. 

وأن حكاياتها القادمة سيغلبها بالطبع الجمال.

 

اسمعوها تتحدث.

اسمعوها تخبر. 

وقولوا لها أن الشمس.

ستغيب بغبطة.

لتبدأ هذه الحبكة.

التي ستخبرها كل جديلة.

وضفيرة.

تحكيها عنباتها الجديرة بالقول.

والكلام.

إنها تعرف الوئام.

ورقص الكلمات.

والعلامات التي تخطها الموسيقى.

التي جاءت من قلوب الأجداد.

وجاءت بصدق معلن.

وجاءت بكل حب وود.

أين هم الأطفال الآن؟

لا لن يغيبوا عن ذات الضفائر العنابة.

سيكونوا معها.

 في كل تجربة جميلة.

وحكاية لذيذة.

وأصيلة.

تعليق عبر الفيس بوك