مدرين المكتومية
استقبلنا قبل يومين عامًا جديدًا مُحمّلًا ببشريات طيبة بدأت بإعلان حكومتنا الرشيدة تفاصيل الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024، والتي تضمنت الكثير من الدعم الموجه للمواطن، علاوة على تنفيذ حزمة من المشاريع الاستثمارية والإنمائية، التي ستعود بالنفع على الجميع.
انطلقت سنة جديدة، بعد سنة سابقة حفلت بالكثير من التطورات محليًا وخارجيًا، لن نعود إليها لأنها باتت جزءًا من الماضي، رغم أن علينا أن نستفيد منها لتوخي الحذر وتفادي التحديات التي قد نكون مررنا بها سابقًا. وفي حقيقة الأمر، فإننا في عام 2024 نتفاءل بتحقيق مزيد من المنجزات على المستوى الوطني، وهو ما تكشّف لنا في المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة المالية في أول أيام السنة الجديدة. فقد أعلنت الوزارة أن الإنفاق العام سيصل إلى 11.650 مليار ريال، في ظل توقعات بتحصيل 11.010 مليار ريال إيرادات، مع تخصيص 40% من الإنفاق، أي بما يعادل 4.8 مليار ريال، للقطاعات الاجتماعية والأساسية، وتخصيص 1.9 مليار ريال لتنفيذ برنامج "إسكان" الذي يهدف إلى تسريع وتيرة منح القروض عن طريق بنك الإسكان العماني.
وهذه الأرقام تتضمن 560 مليون ريال مخصصات برامج الحماية الاجتماعية، و460 مليون ريال لدعم قطاع الكهرباء، و184 مليونًا لدعم المياه والصرف الصحي، و35 مليون ريال لدعم المنتجات النفطية، و25 مليونًا لدعم السلع الغذائية، و55 مليون ريال لدعم فوائد القروض التنموية والإسكانية، وتخصيص 1.974 مليار ريال لقطاع التعليم، و1.140 مليار ريال للميزانية الإنمائية والمشروعات ذات الأثر التنموي، علاوة أن الإنفاق يتضمن إنشاء 15 مدرسة حكومية جديدة، بجانب طرح مناقصات لإنشاء 20 مدرسة جديدة.
لا شك أن كل هذه المُعطيات تؤكد لنا أن الحكومة الرشيدة تواصل جهودها الحثيثة من أجل تحسين معيشة المواطن، لا سيما وأن هذا العام يشهد بدء تطبيق نظام الحماية الاجتماعية، وصرف عدد من المنافع المالية لمختلف فئات المجتمع، وهي خطوة رائدة تؤكد مدى الاهتمام الحكومي بأن يحظى المواطن بحياة كريمة. وهذا يجب أن يكون حافزًا لكل مواطن على التحلي بالإيجابية والتفاؤل بالعام الجديد، وأن يتراجع البعض ممن يسعون دائمًا لنشر الإحباط والتثبيط في نفوس الناس، لأن المتغيرات تمضي في مسارات إيجابية تعود بالنفع على مجتمعنا.
ومن هنا أنتقل إلى دور المواطن في التنمية، وذلك من خلال أداء الواجبات المنوطة به، سواء كان هذا المواطن موظفًا في إحدى الجهات الحكومية، أو في القطاع الخاص، أو حتى طالبًا على مقاعد الدراسة. وأداء الواجب يتمثل في الالتزام بقيم العمل والإتقان والإخلاص، وزيادة الإنتاجية، وغيرها من الجهود التي من خلالها يعلو شأن الوطن وتتطور مسيرة النهضة.
أما على المستوى الخارجي، فلا شك أن قضية فلسطين وما يحدث من جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، يأتي في صدارة المشهد الدولي، فقد نجحت المقاومة الفلسطينية في تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، وبرهنت على أنها رقم صعب وأنها قادرة على إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي وإذلاله في الاشتباكات الشرسة المباشرة التي نشاهدها بالصوت والصورة. ولذلك أشعر بتفاؤل كبير بتحقيق نصر مُبين خلال الأيام المقبلة، والتي ستؤكد أن غزة مقبرة الغُزاة، وأن القضية الفلسطينية لم تمت، بل أحيتها المقاومة بفضل بسالتها وصمودها الأسطوري، ومن ورائها الشعب الفلسطيني العظيم، الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر والتحمُّل، بينما يتعمد المجرم الإسرائيلي تنفيذ المذابح وجرائم الإبادة الجماعية.
إنني في العام الجديد، أدعو الجميع إلى التحلي بالطاقة الإيجابية وأن ننظر إلى العالم من حولنا نظرة تفاؤل وتطلع إلى الأفضل، وأن نستفيد من المُتغيرات التي تحدث في حياتنا من أجل تغيير ذواتنا وقيادتها نحو مزيد من التميُّز والنجاح.
وختامًا.. لتكن 2024 سنة تحقيق الأمنيات، وسنة بلوغ الأهداف المنشودة، وسنة التحلي بالأمل في المستقبل المشرق والمزدهر بإذن الله.