سالم بن نجيم البادي
بلغ عدد الباحثين عن عمل 110 آلاف وفق إحصائية نشرت بتاريخ 29 مايو 2023، وأعداد الباحثين عن عمل في تزايد مُستمر، والذي جعلني أعود للحديث عن قضية الباحثين عن عمل، حديث سعادة رئيس مجلس الشورى خالد بن هلال المعولي، الذي ذكر فيه أنَّ متابعة قضايا المواطنين من أهم الأولويات ومنها قضية الباحثين عن عمل.
قضية الباحثين قضية وطنية بالغة الأهمية ولها تبعات اجتماعية خطيرة وهي تؤرق فئات كبيرة من المجتمع وتجلب لهم الهم والغم والحزن على فلذات الأكباد والذين تعطلت طاقاتهم وهم في ريعان الشباب.
ماذا يعني حديث سعادة رئيس مجلس الشورى وهل جد جديد حول هذه القضية؟ وهل هناك خطة وطنية واضحة المعالم وقابلة للتطبيق ولها سقف زمني محدد لحل هذه القضية؟ وما الخطوات العملية التي سوف يتخذها مجلس الشورى؟ وهل لدى المجلس صلاحيات يستطيع بها القضاء على هذه المشكلة؟
وإذا كانت لديه هذه الصلاحيات فلماذا لم يفعلها في السنوات الماضية، علمًا بأنَّ سعادة رئيس المجلس الحالي هو رئيس للمجلس منذ العام 2011، فماذا فعل رئيس وأعضاء المجلس خلال هذه السنوات؟ ولماذا لم يتم إقرار المنفعة المالية للباحثين عن عمل في منظومة الحماية الاجتماعية كما كان متوقعًا قبل صدورها؟ ولو تمَّ منح 115 ريالًا للباحثين عن عمل، مثل كبار السن حتى ولو أنهم من التجار والأغنياء وأصحاب معاشات التقاعد الكبيرة، ولا اعتراض على ذلك، لكن كان من المؤمل أن يحصل كل باحث عن عمل معونة مالية ولو كانت زهيدة يستطيع بها تدبير شؤون حياته في زمان غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة عوضاً عن الاعتماد على أهله وذلك إلى أن يجد العمل.
الكلام والتصريحات والبيانات الساخنة تحت قبة مجلس الشورى، لا يحل المشكلة ما لم يكن مقرونًا بالفعل والإجراءات العملية الفورية، فقد سئم الباحثون عن عمل الوعود والانتظار المر والقلق والخوف من المستقبل، مع وجود التوظيف بالأقدمية ومرور السنوات والتقدم في العمر، الذي قد يحرم الباحث عن عمل من الحصول على الوظيفة وقضية الباحثين عن عمل قضية شائكة ومعقدة والجهود التي بذلت لحلها كانت حتى الآن كمن يحرث في البحر.
ولو أنَّ أعضاء المجلس كلهم قاموا بحصر كل الباحثين عن عمل في ولاياتهم سوف يدركون حجم مشكلة الباحثين عن عمل وآثارها الكبيرة على المجتمع العماني، وعسى أن يكون حلها أولوية قصوى لدى أعضاء مجلس الشورى.
وفي انتظار أن نرى ثمرة تصريحات سعادة رئيس مجلس الشورى وعلى الباحثين عن عمل التمسك بالأمل والصبر الجميل، حتى لو بلغ عددهم 100 ألف أو أكثر!