سارة البريكية
تداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد غير حضارية لدورات مياه قديمة ومتهالكة لا يُوجد بها ولا واحد بالمئة من الاهتمام والنظافة، وبصراحة أن هذا المنظر ليس بجديد ولكن كان على حد ظننا أنه تم إصلاحه وتجديده منذ زمن خاصة وأنه لم يطالب أحد ما بتطويره وتجديده لكن بعدما فوجئنا بذلك المشهد المتداول أحزننا كثيرا هذا الحال الذي وصلت إليه عاصمتنا الحبيبة والسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن ذلك؟
وأيضا ما دور أصحاب الشأن القابعين في مكاتبهم منذ زمن وكأنهم خارج دائرة الضوء وكأن الموضوع لا يهمهم ولا يعنيهم ولا يشكل لهم أي شيء. عاصمة عمان هي مرآتها ومتابعة كافة مرافقها الخدمية من اهتمام كافة المواطنين بالدرجة العامة والموظفين المختصين بالدرجة الخاصة وأيضًا أين دور أعضاء المجلس البلدي وأعضاء مجلس الشورى إن كان المواطن العادي ليس من حقه إبداء رأيه وهل يعقل أن البلد ترضى أن يستمر هذا الحال كل هذا الوقت بلا حل؟!
وهل المنظر العام للعاصمة التي هي مركز البلد غير مهم؟ رغم أننا تحدثنا سابقًا عن موضوع قلة الخدمات ومرافق دورات المياه هنا أعود من جديد لكي أتحدث بحزن شديد أنه لم يحرك ساكن منذ سنين وأن المرافق لازالت كما هي ومن سيئ إلى أسوأ فإلى متى يتم التهاون بهذا الأمر المهم وإلى متى لا يهتم بتوفير سبل الراحة للمواطن وإلى متى هذا المواطن سيتحمل ذلك المنظر وتلك المناظر وهل أنا كموظف مسؤول أتقاضى راتبا وأنا مسؤول عنه إلى يوم الدين كيف تقاضيته هل بسبب إهمالي وعدم إكتراثي بالآخرين أم سأعلل وأقول إنه ليس من اختصاصي ولا من تخصصي منظر المحافظة العام وهل سأقول إنني تحدثت في هذا الجانب ولم يسمع صوتي البتة؟!
إذن من المسؤول عن التشجير والتطوير وتوفير دورات المياه النظيفة وتجميل المحافظة والحفاظ على ما تمتلكه من مرافق وخدمات وأن نجعل منها مرآة لسلطنة عمان ككل كونها العاصمة وكونها المرآة التي من خلالها يحدد الزائر ويأخذ فكرة عن مناطق السلطنة ككل؟!
من هنا أوجه رسالة عاجلة الى العاملين في هذا الشأن والمسؤولين عن تطوير واجهة البلد ومرافقها الحيوية: إن لم تكن الواجهة صحيحة فما الفائدة من المحتوى الذي لا يخدم المواطن ولا الزائر وإنما ينصب كل ذلك في تكوين صورة هشة ركيكة عن الخدمات المقدمة وعن توفر أقل الخدمات التي هي غير متوفرة للجميع محطة برج الصحوة التي هي واجهة وملتقى شوارع عدة تفتقر لدورات مياه حديثة ونظيفة قس على ذلك أغلب المواقع الخدمية منها أماكن تعليم السياقة في وادي اللوامي وغيرها من الأماكن هل سنتحدث في كل مرة وسنقول أين يكمن النقص؟!
النقص واضح والأماكن الخدمية تفتقر للاهتمام فمن المسؤول عن ذلك وهل الوازع الوطني والحس بالانتماء لهذا الوطن بدون الاهتمام وبداية نقطة مهمة وتطور الذي هو لا يعد تطورا بقدر ما يعد أملا مرجوا وخدمات ضرورية يجب أن يقدمها البلد للمواطن بدون التحدث بها ولكن أصبح المواطن بحاجة أن يعيد ويكرر كالطفل الصغير أريد وأريد وأريد وافعل واعمل.
هل من أُذن تسمع؟ وهل من عين ترى؟ وهل من عقل يبدع وينجز ويقدم؟ أم سنبقى على ما نحن عليه أسيري العملية الاتكالية التي لن ولن تذهب بنا بعيدًا؟
الأمر مهم جدًا ليس في محافظة مسقط وحسب، إنما في جميع أرجاء السلطنة، ومن الأفضل أن تقوم الجهة المعنية بإعطاء شركات ومؤسسات رائدة في التطوير والتنظيف هذا العمل، من أجل مستقبل مشرق وبلد مرموق يُشار له بالبنان.