د. أحمد بن علي العمري
منذ نشأة الدولة العُمانية الحديثة وهي دولة بناء وتنمية على المستويات كافة، ومع انطلاق مسيرة النهضة الظافرة بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- كان الشعار "يد تبني ويد تحمل السلاح"، وكان هذا ديدن حكومتنا، واليوم نعيش أول أربع سنوات في عهد النهضة المتجددة التي يقودها بكل حكمة واقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على أُسس وأُطر منهجية واستراتيجية محسوبة الأبعاد والتوجهات والخطوات.
لقد رأينا الدول التي دخلت في حروب سواء على أراضيها او خارجها كيف أُنهك اقتصادها وكم من الويلات والمخاطر جنت، وكيف انعكس ذلك على شعوبها.
والشعب العُماني يعيش في أمن وأمان لا يشعر به إلّا من افتقده، وتدور عجلة التنمية بكل سلاسة دون أية معقدات أو مثبطات، وفق الامكانيات المتاحة، ويجب أن لا ننسى أن جغرافية السلطنة تختلف عن أي بلد آخر؛ ففيها الجبال الشاهقة والأودية السحيقة، وهذا يجعل ما يُصرف على التنمية قد يصل لأضعاف متكررة، مقارنة ببعض الدول الأخرى.
ولا شك أن موقع عُمان المفتوح على بحر العرب وبحر عُمان وخلفهما المحيط الهندي الهادر، يجعلها تتعرض باستمرار للأعاصير والعواصف والمنخفضات الجوية، وهذا يستهلك حتمًا الكثير من الموارد، لكن ولله الحمد أصبح لدينا الخبرات الكافية للتعامل معها، إضافة لتقينة الإنذار المبكر المتميزة.
إن اللحمة الوطنية الصلبة والمتعاضدة بين العُمانيين من رؤوس الجبال في مسندم إلى هضاب ظفار في الجنوب، لا تُخطئها عين، وهي متجذرة في أرض هذا الوطن العزيز. كما إن عُمان لا تعاني أبدًا من أي طائفية أو اختلاف مذهبي، والجميع متفق على أننا جميعًا مسلمون. وهكذا تمضي بنا الأيام والشهور والأعوام بلا شقاق ولا فتن.
وموقف سلطنة عُمان من العدوان الغاشم على غزة العزة لهو موقف مشرف وتاج على رأس كل عُماني، وقد اتضح ذلك جليًا مما صدر عن جلالة السلطان المفدى- أيده الله- في الخطاب السامي أمام مجلس عُمان، وكذلك في بيانات وزارة الخارجية منذ بدء الأحداث وحتى اليوم.
ولا يُمكن أن ننسى موقف سماحة الشيخ الجليل أحمد بن حمد الخليلي، مفتي عام سلطنة عُمان، وتصريحاته التي تُعبّر عن يقظة الضمير العُماني.
اننا ولله الحمد نعيش في نعمة عظيمة، وعُمان بلد وسطي في كل شيء، ومعظم الشعب العُماني من الطبقة الوسطى، التي تمثل عمود الخيمة لهذا المجتمع الأصيل المتماسك.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام علينا نعم الرخاء والاستقرار والأمن والأمان.