علي بن بدر البوسعيدي
منذ السابع من أكتوبر الماضي وأنا أتابع لحظيًا ما يجري في غزة العزة، من أهوال وجرائم ومذابح ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما نجحت المقاومة الفلسطينية الباسلة في زلزلة جيشهم المزعوم، وبث الرعب في نفوس قادتهم العسكريين، ليُدركوا أن هذه المقاومة لن تتخلى يومًا عن حقها في النضال من أجل استعادة الأرض وتحرير كل الأسرى في سجون الاحتلال.
كشفت لنا الحرب العدوانية الغاشمة على قطاع غزة، مدى الإجرام الذي يمارسه جيش الاحتلال؛ إذ لم يتوقف ساعة على مدى 46 يومًا من العدوان، عن القصف والتدمير، وتنفيذ المذابح واحدة تلو الأخرى، بل لم تسلم المستشفيات والمدارس من هذا القصف الهمجي والوحشي، حتى بلغ عدد الشهداء أكثر من 16 ألف شهيد، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فيما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد عن 35 ألفًا، علاوة على وجود الآلاف من المفقودين وتحت الأنقاض، فضلًا عن تدمير البنى التحتية المدنية وهدم 40% من المنازل في القطاع، كل ذلك بينما العالم في سبات عميق، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لا تحرك ساكنًا.
وفي خضم هذه الأحداث المؤسفة والحزينة، أثبت العمانيون إيمانهم العميق بقضية فلسطين، وبرهنوا للعالم أجمع أن الضمير العماني لن يصمت في مواجهة الجرائم الإسرائيلية البشعة بحق أشقائنا في فلسطين المحتلة، ولذلك شاهدنا جموع العُمانيين يخرجون في مسيرات ومظاهرات مُنددة بما يجري في غزة، ومُتضامنة مع الشعب الفلسطيني الأبي ومؤازرة لحقه الأصيل في العيش بسلام في دولة مستقلة عاصمتها القدس. أما الموقف الرسمي فكان محل فخر واعتزاز لنا جميعًا، وهو ما تأكد في تصريحات معالي السيد وزير الخارجية، والذي دعا إلى تقديم المسؤولين عن العدوان الإسرائيلي الى المحاكمة الدولية.
وختامًا.. نؤكد أن القضية الفلسطينية مستقرة في وجدان كل عماني، لأنها قضية الشرفاء، ولا شك أن فلسطين ستتحرر يومًا، والمقاومة ستنتصر بإذن الله، بفضل المجاهدين الأشداء والإرادة الصلبة التي يتحلون بها في مواجهة عدو غاشم.