طوفان فلسطين الأكبر

 

حمد بن سالم العلوي

الله أكبر فوق كيد المعتدي، الله أكبر فوق كيد المعتدين.. طوفان فلسطين حول العالم على أيدي الشعوب يجري، الله أكبر الله أكبر.. أما آن لهذا الظلم أن ينكسر وهذا الظلام أن ينجلي.. الله أكبر إسرائيل تفشل وتفشل وستفشل من النيل من أسد المقاومة الأبية وإلى الأبد.. لقد آن الأوان للشعوب أن تتحرر.. الله أكبر إن فلسطين بعزم الرجال وقوة المظلوم بإذن الله تتحرر، أليس الله عز وجل هو القائل: "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ"، فهذا نصر الله آتٍ بإذنه تعالى.

لقد أصبح الصهاينة يخيفهم الإعلام، فهذه قناة الميادين الفضائية تُجبَر على إغلاق مكاتبها في فلسطين المحتلة، وهناك هجوم بصاروخ من مسيّرة إسرائيلية على 40 إعلاميًا في جنوب لبنان، ترى ما الذي يُخيف إسرائيل أن يعرف العالم بما يجري على الشعب الفلسطيني من هذه الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة كما يزعمون كذبًا؟ وذلك رُغم الدعم الأمريكي ودعم حلف الأطلسي المعلن.. المقاومة تُجهز على الغزو الأسود البري على عرين الأسود في غزة، الله أكبر عندما تنظر إلى مقبرة الدبابات الميركافا في شوارع غزة العزة تشعر أن نصر الله آتٍ لا محالة.

الله أكبر الله أكبر كيف تخاذل الصهاينة، لقد أعماهم الله عن معرفة قوة خصمهم، فوضعوا أهدافًا لا تتحقق أبدًا، فإن القضاء على حماس وبقية مجموعات المقاومة الفلسطينية أصبح مستحيلًا، وقد عدُّو العدة لهذا اليوم العظيم، وهو يوم "طوفان الأقصى"، فعجبًا من بني صهيون الذين يدّعون أنهم يحسبون خطوات النملة في مخططاتهم، لكنهم لم يستطيعوا فهم قوة المقاومة، وقوة حماس والجهاد وبقية فصائل المقاومة السائرة في تحرير فلسطين. تحرير فلسطين أصبح مسألة وقت لا أكثر، وقد آن الأوان ليعود اليهود أدراجهم إلى بلدانهم التي أتوا منها إلى أرض فلسطين، لقد آن الأوان لأن تصبح فلسطين حُرة أبيّة، وأن يعود اليهود من الشتات إلى الشتات، فهذا حكم الله المبرم في حقهم إلى يوم الميعاد.

إنَّ الذي جعل القضية الفلسطينية تظل حيّة في وجدان الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية عوامل كثيرة منها؛ نكبة عام 1948م التي شهدت احتلال اليهود لفلسطين بتآمر دولي وعلى رأسه بريطانيا، فانبثق عن تلك النكبة ولادة زعامات عربية وطنية كالزعيم جمال عبدالناصر والرئيس هواري بومدين في الجزائر وغيرهما، وقد جعلت من الصهاينة ينهجون نهجًا غير مباشر في تصفية القضية الفلسطينية، فقد تعوَّد المستعمرون الغربيون أن يُبيدوا شعوب الأرض التي يحتلونها، كما فعل الأمريكان بالهنود الحمر، وكما فعل البريطانيون بأهل أستراليا الأصليين، عندما نَقلوا السجناء والمجرمين والمنبوذين إلى هناك، ولكن العائق الكبير الذي حال دون ذلك هو وجود الشعب الفلسطيني، الذي كان أكثر وعيًا وتحضرًا من همجية اليهود، لذلك استعصى على الصهاينة ابتلاع أرض فلسطين، رغم الدعم الغربي بالمال والسلاح، وهذه العوامل ساعدت على بقاء فلسطين صامدة بانتظار التحرير القادم بإذن لله في القريب العاجل.. ولا ننسى حكم الله المبرم في اليهود بعدم اجتماعهم على كلمة واحدة وفي دولة مستقلة وإنما رحلة الشتات الأبدية في الأرض.

أن المُرجفين في الأرض الذين أعابوا على السيد حسن نصر الله خطابه العقلاني؛ حيث خالف ما يدور في عقولهم- وهو حصرًا في عقولهم القاصرة والمريضة، فهم يفكرون بعواطفهم البسيطة، وهذا القائد الفذ يفكر بعقل المقاومة، والأهداف المرسومة لها برصانة لأجل لتحرير القدس وفلسطين كاملة، فينكرون على السيد حسن نصر الله، أن هناك من يتوسل إليه ألّا يدخل المعركة مع قوى مع المقاومة في فلسطين المحتلة، وخاصة حماس والجهاد وبقية المنظمات الفلسطينية المحاصرة في غزة شكلًا، ولكنها الحرة فعلًا وحقًا، فهو لا يتسلق على منجزات المقاومة الفلسطينية في الداخل، كما يفعل دعاة البطولات المجانية، وإنما قالها بصريح العبارة إننا ندعم المقاومة الفلسطينية بكل قوة، وقال كلمة قوية في وجه الذين يرجوه ألا يدخل في الحرب إلى جانب قوى المقاومة في الداخل، فقال سيظل قرارنا في أيدينا وحدنا، بشرط أن تنتصر المقاومة (وخاصة حماس) والتي وضع الكيان الصهيوني هزيمتها كهدف رئيس لوقف الحرب على غزة، لكن سيد المقاومة الإسلامية وضع سلامتها وانتصارها شرطًا في عدم تدخله في الحرب.

سيد المقاومة الإسلامية عندما قال إن المقاومة الفلسطينية هي من خطط ونفذ "طوفان الأقصى" صبيحة يوم 7 أكتوبر، لا ينكر علمه بذلك، وإنما أراد أن يوضح أن هناك رجالًا محل ثقة يديرون المقاومة بحنكة واقتدار، وهذا يُزعج المرجفين في الأرض، والذين تنازلوا عن ولاية أنفسهم، وأعطوها بتصغّر وذُل للصهاينة، وأمريكا والغرب المتحد ضد العرب، وكانوا يحاولون تحويل النصر الناتج عن يوم 7 أكتوبر إلى إيران، وكأن حماس وفرق المقاومة تابعة لإيران، وذلك بهدف إفراغ العمل الفلسطيني من مضمونه، وإظهار المقاومة بأنها لا تخدم التحرر الفلسطيني. والحق أقول إنهم معذورون فيما ذهب بهم تفكيرهم إليه، فهم يقيسون الآخرين على ما هم عليه من مشاعر مريضة، وما هم يقومون به من نهج قديم التصق بهم من تخاذل وذل ونُكران للرجولة والشجاعة، ففاقد الشيء لا يعطيه؛ بل وينكره على غيره.

ستنتصر المقاومة- بإذن الله- والمطلوب من محور المقاومة الدعم والمراقبة في الوقت الراهن، والسيد حسن نصر الله ثابت على موقفه، وقد أكد على ذلك من خلال الموقف الذي عبّر عنه خلال خطابه الأول، وجدد التأكيد عليه يوم السبت 11/11/2023م في ذكرى يوم الشهيد، بأنهم ثابتون على المبدأ، ولا تزحزح عن نصرة المجاهدين في الداخل متى استلزم الأمر، والرجل لا يعمل على اقتناص الفرص على حساب رفاق السلاح والهدف، وإنما الذي يقتنصه من فرص، هي ضد العدو المحتل، فلا يفرط في أية فرصة مواتية لتحجيم قوة العدو، ومنع عربدته وغطرسته ضد الآمنين من النساء والأطفال، وكل المدنيين في جنوب لبنان فتجده يرد الصاع بصاعين.

وأخيرًا.. لقد تجاوزت المعركة حتى الآن شهرًا ونيفاً، وقد حُصد الكثير من القتلى والأسرى من الصهاينة ومن يحارب بجانبهم، ولم يوهن عضد المقاومة، ولن يوهن- بإذن لله عز وجل- وكما يقول أمين الأمة أبوعبيدة الفلسطيني "إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".