من يدافع عنك يا غزة؟!

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

مجازر تُرتكب علنًا وإبادة جماعية لا تفرق بين الحجر والشجر والبشر وقصف عشوائي مُستمر وحصار طال كل مناحي الحياة وقطع أوصال غزة وصمت مطبق على أفواه الأمم وإعلان من دول شيطانية جهارًا نهارًا بأن تبيد أهل غزة وترميهم في القبور والحفر، ومجتمع دولي خانع يرى قتل الأطفال ولا يستنكر تلك المذابح.

أكثر من عشرين يومًا وغزة تُدك بكل ما اخترعه الإنسان من القنابل وأسلحة الحروب، مستهدفين شعبًا مُستضعفًا يعامل بالمسطرة والقلم.

أكثر من 7 آلاف شهيد والعدد في ازدياد ولم يُحرك العالم ساكنًا لردع مغتصب آثم تمادى في النقم وآلاف الجرحى يعانون الألم.

غزة تستصرخكم جميعًا وتنادي أين شرفاء الأمم أين نخوة العربي الأصيل، فعندما استنجدت سقطرى جهز لها العرب جيشًا عرمرمًا لنصرتها، وأين ملوك العرب السابقون الذي استنصرهم الضعفاء وقبلوا نداء الحق بدون تردد إعلاءً للقيم.

أين أمة الإسلام التي ماتت تحت ملذاتها وشهواتها وداست على كرامة الإسلام والمسلمين في خوف وخذلان من أنجس شعوب الأرض قاطبة ونحن نرى قتل أبرياء ولم نحزن؟ أين العالم بأسره يناصر ما حلَّ بنا من وهن وقلة حيلة؟!

خذلان يتبعه خذلان، وصمت يتبعه بغي وموت، وسكوت يتبعه حرق للحرث والنسل، هذا ما يحلُ بغزة اليوم؛ فالغزاويون اليوم في شغل فاكهين، مشغولين بالنصر أو الشهادة، وقد اجتمعت بشارات الخير فيهم، واجتمعت بشارات التمكين في حصد أرواح الغاصبين المغتصبين واحدًا تلو الآخر وبإذن الله سينتصر الجمع ويولون الدُبر لعنة الله عليهم.

أين الشرفاء من جميع بقاع الأرض الذين نتمنى أن يؤدوا دورهم، فقد بلغ السيل الزبى، وجفت العيون والمُقل من الدمع، فلا صراخ بعد الآن ولا عويل سوى تحميل العالم بأسره ما يحدث في غزة، فكلنا شركاء ومتآمرون عليها  بسكوتنا عن صهيوني متكبر لم يرقب في أحد إلًّا ولا ذمّةً، قاتلهُ الله، فعاث في الأرض فسادًا وتدميرًا وتقتيلًا.

أين الشرفاء الذين هبّوا لنصرة أوطان كثيرة باسم الجهاد والاستشهاد، بينما أُلجمت أفواههم في نصرة غزة الباسلة؟

إنني أدعو الله العلي القدير أن يحفظ غزة وأهلها من كيد اليهود، وأن تعود أسهم الحقد إلى نحور الظالمين واتباعهم، وأن يُشتتهم الله في بقاع الأرض ويجعلهم في تيههم وضلالتهم إلى يوم الدين.

اللهم  نصرك.. اللهم مددك.. اللهم عونك.. ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية