غزه تحترق.. فهل من مغيث؟!

راشد بن حميد الراشدي ** 

هي رساله أوجهها اليوم لكل شريف من شرفاء العالم ولكل قائد وزعيم في شتى بقاع العالم، فما يحدث في غزة لم يرى له العالم مثيل من قبل: حرق الأرض والنسل، فلا ضميرًا عربيًا ولا ضميرًا مسلمًا ولا ضميرًا إنسانيًا تتقطع أفئدته على قتل الأطفال والنساء والعجزة والشباب والمدنيين عموما، تنفيذًا لأطماع عدو غاشم متعجرف ظالم محتل حقود بائس، لا تهمه سوى قراراته وملذاته. عدو ضرب بكل قوانين الأرض عرض الحائط وبات الملعون النكرة قبحه الله يعيث في الأرض فسادًا دون رادع يردعه أو أمة تقوم عليه؛ فاستضعف الضعيف بجبروته وبات يدك بيته ليل نهار وبأقذر القنابل المحرمة دوليا رغبة في استسلام صاحب الحق والارض ليري بأسه هؤلاء الضعفاء لكن بأس الله شديد، والله شديد ذو إنتقام. 
غزة تحترق عن بكرة أبيها والعالم يشاهد آلاف الجثث وقد امتلأت بهم الطرقات وبعضهم تحت أكوام الجدران وعشرات الآلاف من المصابين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد عجّت بهم المستشفيات وتقطعت بهم السبل ونفذ عنهم الدواء. 
غزة تحترق ووأسفاه لصمت رهيب أطبق على أفواه البشرية جمعاء الأخ قبل الصديق والقريب قبل البعيد، تعبت الحناجر من الصراخ وجفت العيون وتحجرت من النياح على أمة ماتت ومات ضميرها قبل موتها وإلا كيف تركوا أهلهم لمفترس يدك بطائراته ليل نهار أناس عزل لا جرم لهم سوى أن قالوا ربنا الله وتوكلوا عليه في تحرير أرضهم من دنس المعتدي الغاشم الذي أظهر في هذه المعركة غير المتكافئة مدى حقده الدفين وخبثه اللئيم وقتله الأبرياء من المؤمنين؛ فهو مجرم حرب لا محالة وهو قاتل مغتصب يسانده خبثاء الأرض وإرهابيي هذا الزمان الذين يطبقون قوانينهم على الناس ويتفاخرون بالإنسانية والديمقراطية، وهم خواء منها والدليل ما يحدث حولنا اليوم.
رسالتي اليوم لجميع الحكام والشعوب.. أنقذوا غزة من هذا المغتصب، أنقذوا غزة من هذا الإجرام المجنون؛ فعواقبه خطيرة وويلاته كبيرة على العالم بأسره.

اليوم غزة تحترق وغدًا بإذن الله تل أبيب ستحترق، وهذا لا محالة،فإن وعد الله آتٍ والنصر للإسلام والمسلمين مهما تخلى عنه بني عرقه وجلدته، فهناك فئة مؤمنة ستقاتل وتقاتل حتى يتحقق على يدها نصر الله. 
غزه تحترق.. فهل من مغيث؟!
اللهم بلغت اللهم فأشهد
اللهم إني استودعتك غزة وأهلها فكن لهم نعم المعين واغفر لشهدائهم واشف مرضاهم وانصرهم بقدرتك يا أرحم الراحمين، فقد بلغ السيل الزبى من هول ما يحدث من إجرام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وآله وصحبه أجمعين.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية