حين يرى العالم المشهد مقلوبًا

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

(1)

حين يسقط شهيد في غزة، يولد ألف ثائر من ترابها.

(2)

حين يتعلّق الأمر بأمن إسرائيل، لا تحدثني عن حقوق الإنسان.

(هذا هو لسان حال الولايات المتحدة وأوروبا).

(3)

حين تتخلى دول الديمقراطية الأوروبية عن حيادها، وتمنع حق التعبير، أو حتى التعاطف مع الشعب الفلسطيني، فهي ترسل رسالة واضحة للعالم بأنَّ "إسرائيل فوق الجميع".

(4)

وحين تُغلق وسائل التواصل الاجتماعي حسابات مشتركيها، المتعاطفين مع فلسطين، وتزيل المنشورات المؤيدة لهم، وتساعد على تضليل الجمهور، وتنحاز لطرف دون طرف، فثمة أمر يدعوك لكي ترى هذا العالم على حقيقته.

(5)

وحين تشاهد بيانات مؤتمرات "وزراء الخارجية" الهزيلة، فتأكد أن فلسطين لم تعد قضية رئيسية بالنسبة لهم.

(6)

"الفلسطينيون وحوش بشرية"..هذا ما قاله أحد المسؤولين في إسرائيل، وهي دعوة صريحة لقتل "الوحوش".

تُرى كم تحتاج إسرائيل من دماء الأطفال الفلسطينيين كي تروي عطش وحشيتها؟

(7)

قَتَلَ هتلر ملايين اليهود، وأحرقهم أحياءً، وحين صحت أوروبا، وأرادت أن تتطهر من دم ضحاياها، رمت بهم بعيدًا، كي لا يؤنِّبها ضميرها، فتحولت الضحية إلى قاتل، والمضطهد إلى حاكم، وبدأ المشهد الدموي بعيدًا عن سمع وبصر الأوروبيين.. هكذا تدار بوصلة الضمير الإنساني.

وهذا ما يفعله الإسرائيليون تمامًا وهم يمارسون دور هتلر على الفلسطينيين.

(8)

لم يدر في خيال أحد ذات يوم أن يتحول بعض العرب إلى صهاينة، أكثر من الصهاينة أنفسهم.

(9)

سلطنة عُمان تثبت مرة أخرى، أنها صوت إنساني، وعروبي واحد حكومة وشعبًا، فإن خَفَت صوت الدبلوماسية لحسابات سياسية، علا ضميرها من خلال صوت الشعب.

(10)

يقول الشاعر:

قتْلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفر // وقتلُ شعبٍ كاملٍ مسألةٌ فيها نظرْ

لعل هذا البيت يلخص نظرة دول الغرب، لما يحدث على أرض فلسطين.