فاكهةُ الحياة

 

وداد الإسطنبولي

لماذا لا نتجاذب أطراف الحديث؟ أُريدكَ في خطبٍ ما؛ فلبّى طلبي بصمتٍ وسكونٍ مُهيب، كنتُ أشعرُ بإحساسٍ جميل في داخلي وأخذتُ شهيقا عميقا، ونظراتي صغرت مع تلك الابتسامة الشقيَّة من ثغري.

كنتُ أريد أن أحظى بنرجسيَّة قليلاً، وأتمنى منك أيها الذَّكَرُ ألا تفهم تفسيري بشكلٍ خاطئ؛ فانتهازُ الفرص أمرٌ لا أحد يتركه هكذا هباء، وإنما يحتاج لاستغلال، فاليوم يومٌ مميز بالنسبة لي، وسأستغله بقوة وبحب أيضًا، وسأجذب عينيك لتقرأ، وأنت راضٍ.

سأظهر كبريائي، وإلا متى سيحدث ذلك! وللعلم أيها الذكر: أنا لم أضع هذا العلو بنفسي، ولكن هناك مَن عَظَّمَ مقامي ومَن شعر بضعفي فأكرمني.

نحن لسنا في سجالٍ وإنما  لا تنسَ أنَّك مني ومن رحمي خُلقت، وأنا أعلم أيضًا أنني من ضلعك ولكن لستُ ذات إعوجاج وإنما خرجتُ مُثمرةً ومعطاءة.

أحتاج منك الدفء الصادق ليلامسَ خدِّي الناعم، واهتمامًا لأنعمَ معك بأنوثتي في بيئتك؛ لإكمال المشوار معا.

 كهذه اللحظة التي تسمعني فيها بهدوء، وأشاطرك الحديث مع كسرة الخبز وأغمسها في الشاي معك.

لتتذكر أنك الدعم والسند، لقد أشرتُ بين السطور أنَّ ما أنا فيه الآن قد خصني به الله في كتابه العظيم، ومَجَّدَ شُموخي.. وكرَّمني  سيد الخلق واستوصى بي، فقد علم بضعفي وكسري فقال: "رفقًا بالقوارير".

فتلطف بي فأنت مجبر على الترفق.

اليوم يومي ونَبْضُ العالم كله يضج بوجودي.

فأنا حواء، أولى النساء؛ الأم التي كان لها الفضل الأول في الوجود، فعامنا اليوم يتجدد، وأعمالنا تتمدد، وأمنياتنا تتحقق وأهدافنا تُنفذ، فقد صنعنا المستحيل، ونثرنا الجمال والسلام في كل الأنحاء..

ما زالت شفتاك ملتصقتين ألا تريد أن تقول شيئا أيها الذكر؟ فمن استوصى بي خيرا مثلك تماما.

وأنت أيضًا شمسي التي تمدني بالطاقة للنهوض. ولكن أنا بُعِثْتُ من مرقدي لأمومتي أولا وأخيرا، فهذه مهنة لا أحد يستطيع احترافها غيري، دوري كبير منذ الأزل، واليوم فرحتي مبجلة، وأجنحتي طائرة. وقلبي سعيد.

تحية لكل أم، وأخت وامرأة عمانية، فأنت البناء، وأنت السلام، وأنت فاكهة الحياة، وكل عام وأنتن بخير.