سالم بن نجيم البادي
حكايات مُؤلمة يسردها الذين يبحثون عن عمل تدمي القلب وتدمع العين والحياة صعبة ومُتطلباتها ترهق أرباب الأموال وأصحاب الوظائف فكيف بشباب وشابات في مُقتبل العمر يعانون المشقة والحرج وهم يسلكون دروب الحياة الوعرة بدون زاد، وقد تجد بعض النَّاس الذين لم يعانوا عذابات البحث عن عمل ولم يجربوا مذلة أن يطلبوا النقود من أهلهم أو أصدقائهم ولو على سبيل الدين.
هولاء ينصحون وينظِّرون؛ بل ويلقون باللوم على هذا الباحث عن عمل ويزعمون أن الأعمال متاحة والوظائف موجودة والتجارة عبر وسائل التكنولوجيا مُمكنة، لكن الواقع يشير إلى أن طرق البحث عن مصدر الرزق قد لا تكون مفروشة بالورد والريحان دائمًا. لقد عايشت قصصًا كثيرة يسردها هؤلاء ووجدتهم يعانون من القلق والهم والغم والخوف من المستقبل؛ بل واليأس. غير أن أكثر ما يُقلقهم التوظيف بالأقدمية، وهم يخشون أن يتقدم بهم العمر ويفوتهم قطار التوظيف، بذريعة أن أعمارهم صارت كبيرة!
لقد سئموا من اللهاث وراء إعلانات الوظائف التي يتقدمون لها ويذهبون للاختبارات والمقابلات، لكن الكثير منهم لا يحالفهم الحظ في الظفر بالوظيفة المعلن عنها، وفي كثير من الحالات يخرجون من هذه المقابلات بفرح غامر حين يعتقدون أنهم اجتازوا المقابلات والاختبارات بنجاح، لكنهم يعودون إلى خيباتهم المتكررة حين تصلهم بعد فترة انتظار وترقب تلك الرسالة الصادمة لم يحالفك الحظ.
قد يقطع الباحث عن عمل مسافات طويلة من أقصى جنوب عمان أو من أقصى شمالها ومن محافظات بعيدة، ويذهب إلى مسقط باحثا عن عمل، وهو الذي وزع شهاداته وأوراقه الثبوتية وسيرته الذاتية في كل الوزارات والشركات والمولات الكبرى والمحلات التجارية ويعود خائب الرجاء ومحطم النفس.
من هؤلاء الذين يبحثون عن عمل من أرهقته الديون، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وقد زاد من معاناة الباحثين عن عمل أنهم خارج نطاق التغطية في قانون الحماية الاجتماعية، وهم ينتظرون الفرج القريب مع أن عجلة التوظيف تسير ببطء كما يقولون وإن أعدادهم في تزايد مستمر.
في كل الأحوال عليهم ألّا يفقدوا الأمل في الله، ثم في جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- حتى تسير عجلة التوظيف بسرعة أكبر، كما يأملون.