هل نحن مقبلون على موجة جديدة من الوباء؟

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

بدأت وسائل الإعلام حول العالم، في تحذير الحكومات بضرورة اتقاء وباء فيروسي جديد، مع التوصية بالعودة لارتداء الكمامات، ووفقًا لبعض التقارير الصحفية العالمية، ومنها صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، فإنها نقلت عن بعض الخبراء القول بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الموجة الجديدة لفيروس كورونا، والعودة إلى ارتداء الكمامات في مختلف الأماكن التي تشهد حركة كبيرة في تنقلات الناس يوميًا.

ويتوازى مع ذلك تحذيرات منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الأخرى التي يتهمها البعض بالنفاق والكذب من أجل التلاعب في حياة البشر، ومن أجل زيادة الموارد المالية لبعض الشركات العالمية المنتجة للأدوية والتكنولوجيا في العالم.

صحيفة الإندبندنت البريطانية أشارت في أحد تقاريرها إلى أن معدل دخول الحالات للمستشفيات ارتفع في الآونة الأخيرة بسبب انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا، في الوقت الذي تم فيه تداول أنباء غير موثقة في الولايات المتحدة الأمريكية تفيد بأن حوالي 3000 شخص لقوا حتفهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا، والذي تزامن مع تضاؤل ​​فعالية اللقاحات التي سبق للناس أخذها بصورة إجبارية.

ظهور المتحور الجديد للوباء، مع الحملات الإعلامية المصاحبة للأزمة المماثلة التي رافقت الأزمة الأخيرة للوباء عامي 2021 و2022، تعمل على نشر القلق والخوف والرعب بين الجماهير والحكومات والمنظمات التي تحرص على إنقاذ حياة البشر من الأوبئة، وتحذر من أن عدم تقديم الجرعات اللازمة للقاح يعني مزيدًا من الفوضى في العمل اليومي للمؤسسات والحكومات، خاصة وأننا مقبلون على فترة الشتاء التي يُمكن أن ينتشر فيه الفيروس بصورة أكبر؛ الأمر يتطلب أخذ المزيد من الاحتياطات لمواجهة أي وباء، مع ضرورة الاستمرار في عمليات المراقبة والتنسيق بين المؤسسات من أجل مواجهة أي مشكلة صحية، خاصة عند حصول ضعف المناعة لدى الناس في أخذ اللقاحات اللازمة لمواجهة أي انتشار للفيروسات التي تسبب مشاكل صحية خاصة لأجهزة التنفس التي تؤدي بالكثير إلى الموت.

مما لا شك  فيه، أن نشر أخبار عن هذا الوباء في مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي؛ سيؤدي حتمًا إلى توجه الحكومات إلى فرض قرارت على مواطينها والقادمين إليها من الخارج، بضرورة ارتداء الكمامات؛ الأمر الذي سيُوثر بصورة كبيرة على شؤون الحياة اليومية. الصحيفة البريطانية تُشير إلى ارتفاع مضطرد لأعداد الأشخاص المصابين بكوفيد-19 في بريطانيا خلال شهر يوليو الماضي؛ وهو ما يؤكد أن الموضوع يحتاج فعلًا إلى عناية ومتابعة؛ سواءً أكانت هناك أزمة مفتعلة من قبل بعض الدول والمنظمات في هذا الشأن،  أم كان المتحور الجديد للفيروس أمرًا أكيدًا بدأ يُعيد انتشاره في مثل هذه الفترة من العام.

منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الأمريكية أعلنت أنهما تراقبان عن كثب متحوّرًا جديدًا من كوفيد-19، رُصد في العديد من الدول، ولا يستبعد البعض أن تكون هذه حيلة جديدة لبعض الشركات العالمية لاستنزاف الموارد المالية للحكومات من خلال شراء اللقاحات التي تُنتجها كبريات الشركات ومن بينها الشركات القائمة في الدولة الصهيونية، في الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الصحة العالمية أنها مستمرة في متابعة التأثيرات المحتملة لهذا المتحور الجديد للفيروس وتقييمه بدقة، خاصة وأنَّه يزيد من عدد الإصابات عالميًا منذ بداية الشتاء الماضي، إلّا أنه لا يصل للمرحلة  التي شهدناها في الأزمة الماضية خلال تفشي وباء كورونا في السنوات الماضية.

لقد أصدرت منظمة الصحة العالمية خلال الفترة الماضية بيانًا أشارت فيه إلى تسجيل أكثر من 1.4 مليون إصابة جديدة بكوفيد-19 الذي نتج عنه وفاة أكثر من 2300 حالة؛ الأمر الذي يُقلق الحكومات والشعوب بغض النظر عن مسببات انتشار هذا الفيروس.

فهل العالم مستعد اليوم في اتخاذ إجراءات مماثلة مثل تلك التي تم أخذها في الأزمة السابقة للكوفيد من ارتداء الكمامات والعمل عن بعد والإغلاقات وتسريح العمالة، أم أن تكون هذه الأزمة الصحية درسًا جديدًا في سلسلة الأمراض التي تعاني منها شعوب العالم؟ مع العلم أن أزمة كوفيد 19 التي أصابت العام نتج عنها وفاة أكثر من 6.9 مليون شخص في أنحاء العالم.

 

الأكثر قراءة