علي بن بدر البوسعيدي
لا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية التي طال أمدها ولا ندري متى تنتهي، قد ألقت بظلالها وأثرت على الكثير من القطاعات خاصة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد الغذائي، إذ إن روسيا وأوكرانيا يصدّرون كميات كبيرة من القمح للعديد من الدول.
هذه الحرب تهدد عمليات استيراد وتصدير الحبوب على وجه التحديد، وهو ما يهدد الأمن الغذائي لكثير من الدول التي كانت تعتمد على القمح الروسي والأوكراني.
ولعل هذه الأزمة العالمية، قد تكون الناقوس الذي يجعل دول العالم تفيق من ثباتها وأن تتخلص من اعتمادها الكامل على دول قد تمتنع عن الالتزام باتفاقياتها لأي سبب من الأسباب، ليصبح الآن التفكير في أن تعتمد كل دولة على نفسها وتطور من صناعاتها وتعزز إنتاجها من المحاصيل الزراعية هو الأولوية القصوى خلال هذه المرحلة.
لقد طور العلم الكثير من الأساليب الزراعية التي تتناسب مع مختلف البيئات، ولذلك، فإنه على الدول أن تختر لنفسها أسلوبًا يتناسب مع طبيعة المناخ لديها وطبيعة التربة، وأن تشجع المزارعين على التوسع في المحاصيل الزراعية، وأن تقدم لهم التسهيلات التي تساعدهم على تحقيق ذلك، وأن تضع خطة استراتيجية لتحقيق أهداف الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية التي تحتاجها.
ليس هذا فحسب، بل إن التصنيع من القطاعات التي يجب على الدول أن تهتم بها، ولذلك فإن الصناعة والزراعة هما سبيلا صمود الدول في الأزمات الدولية، سواء كانت أزمة وباء أو أزمة حرب طاحنة.
وأخيرًا.. هذه الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون فائز أو خاسر، هي عبارة عن استنزاف للموارد الدولية وليس موارد روسيا أو أوكرانيا وفقط، خاصة وأن أمريكا وأوروبا تدعم أوكرانيا وتوفر لها الأسلحة الحديثة.