علي بن بدر البوسعيدي
تشهد سوريا حاليًا مرحلة معقدة من الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تتداخل مع أحداث إقليمية متسارعة، أبرزها التطورات في غزة ولبنان والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. هذه الأوضاع تسلط الضوء على تشابك المصالح الإقليمية والدولية في المنطقة.
لقد أدّى الصراع الداخلي المستمر منذ أكثر من عقد في سوريا، إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والبنية التحتية، ما جعل هذا البلد- الذي كان يُضرب به المثل- ساحة لصراعات نفوذ بين قوى كبرى وإقليمية. في الوقت نفسه، تواصل إسرائيل شن غارات جوية متكررة على مواقع في سوريا، بذريعة منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان أو ضرب قواعد عسكرية تهدد أمنها، لكن الحقيقة أن هذه الغارات ليست سوى انتهاك صارخ للسيادة السورية ومخالفة جسيمة للقانون الدولي.
من جهة أخرى، تتقاطع الأوضاع في سوريا مع التطورات في غزة؛ حيث أدى العدوان الإسرائيلي الأخير إلى تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. والتنسيق بين جماعات المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان، والدور الإيراني المعلن في دعم المقاومة، يضع سوريا في موقع حساس.
أما في لبنان، فإن تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل يزيد من تعقيد المشهد السوري، وأي مواجهة شاملة قد تتسبب في تصعيد إقليمي واسع يشمل سوريا كطرف مباشر أو غير مباشر.
لا شك أن الوضع الراهن في سوريا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطورات غزة ولبنان والبربرية الإسرائيلية المتوحشة، وهذه العلاقة تعكس تداخل الأزمات في المنطقة؛ حيث تبدو سوريا عالقة بين الحفاظ على استقرارها الداخلي والموازنة بين الضغوط الخارجية والإقليمية التي تهدد بجعلها ساحة صراع مفتوحة.