مشاركة عُمانية ثرية في "ملتقى الحوار الخليجي الألماني" ببرلين.. والطائي يستعرض "نموذج السلام"

برلين- الرؤية- العُمانية

يشارك المكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرؤية، في أعمال ملتقى الحوار الخليجي- الألماني، والذي انطلقت أعماله اليوم الإثنين في العاصمة الألمانية برلين، في إطار التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية الألمانية، وذلك بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات  الإسلامية، الرئيس الفخري للحوار الألماني الخليجي للأمن والتعاون بالمملكة العربية السعودية، وحضور سعادة ميثاء المحروقية سفيرة سلطنة عمان المعتمدة لدى ألمانيا، إلى جانب نخبة من الخبراء العرب والألمان.

وينعقد الملتقى- في دورته الخامسة- بتنظيم من جمعية الصداقة العربية الألمانية، وجمعية كونراد أدنهاور الألمانية. ويشارك في الملتقى عدد من الشخصيات العمانية، منهم المكرم الشيخ محمد بن عبدالله الحارثي رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الدولة، والدكتور يوسف بن حمد البلوشي الخبير الاقتصادي والكاتب في الشؤون الاقتصادية، والعميد متقاعد ناصر الزدجالي، والدكتور أحمد الهوتي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان.

ألمانيا (2).jpeg
 

وخلال الملتقى، استعرض الطائي نموذج السلام العُماني، وقال إن نموذج السلام العُماني يقوم على مُرتكزات لا تقبل المُساومة، ومنهجية عمل لا يُمكن التنازل عنها، وعلاقات دولية مُتوازنة تتفق على تحقيق المصالح المشتركة، وتنبذ التدخل في الشؤون الداخلية، علاقات تُعزز التبادلات الثنائية في شتى المجالات مع مختلف البلدان، لكنها لا تنحاز لدولة على حساب أخرى، ولا تتخندق مع نظام في مواجهة آخر، علاقات تؤكد استقلالية القرار الوطني وعدم ارتهانه للظروف أو المُتغيِّرات. وأوضح الطائي أن الحروب والصراعات وحتى المناوشات السياسية هنا وهناك، ليست سوى نتائج طبيعية لسياسات دولية تقوم في أساسها على هضم حقوق الشعوب الضعيفة، وإنهاك بعض القوى من أجل استنزافها ومن ثم الانقضاض عليها. وتابع القول: "كم من دولة- سواء في إقليمنا أو حول العالم- تعرضت لمثل هذه الممارسات، وكم من نظام سياسي سقط في براثن الفوضى، وانهار اقتصاده، نتيجة للسباق المحموم نحو الهيمنة والسيطرة وإشعال فتيل الأزمات، فضلًا عن السقوط الأخلاقي لنُظم سياسية كانت ترفع لواء الدفاع عن الديمقراطية وصون حقوق الإنسان، لكنها كانت أول من انتهك هذه الحقوق، ومارس الاستبداد، وقمع الأصوات الوطنية، وفرض أسوأ القوانين والتشريعات التي تُصادر الحقوق وتُكمم الأفواه وتُكبِّل الأيادي". وشدد على أنَّ كل هذه السياسات- والتي تزايدت بوتيرة متسارعة خلال العقود القليلة الماضية- انعكست بالسلب على الاستقرار العالمي، ووجهت طعنات غادرة للنمو الاقتصادي، فالعديد من الأزمات التي اكتوى العالم بنارها لم تكن ناجمة عن مُعطيات اقتصادية أو مالية، بل تفجّرت نتيجة لسياسات الجشع والرغبة في الهيمنة والاستحواذ على مُقدرات الشعوب.

من جهته، أكَّد معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أهمية عقد ملتقى الحوار الخليجي- الألماني، الذي يسهم في إيجاد حوار يفضي إلى مزيد من تعزيز التعاون والتنسيق على العلاقات الثنائية والصعيدين الأمني والسياسي الخارجي بين دول المجلس وجمهورية ألمانيا الاتحادية.

ألمانيا (1).jpg
 

وتحدث معالي الأمين العام لمجلس التعاون خلال مشاركته في ملتقى الحوار الخليجي- الألماني عن أهمية العلاقات الخليجية الألمانية التي ترتكز على ركيزتين أساسيتين، وهي العلاقات الثنائية المباشرة والعلاقات التي تربط الجانبين الخليجي والألماني من خلال الشراكة الأوروبية في ظل التحديات والمتغيرات التي يشهدها العالم.

وأضاف معاليه أن ما وصلت إليه دول مجلس التعاون من تقدم وتطور شمل القطاعات كافة في المجتمع الخليجي على رأسها الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدبلوماسية والأمن والتنمية البشرية وتمكين المرأة وازدهار التعليم، وترسيخ مكانة الدول الخليجية، مبينًا أن دول مجلس التعاون تشعر بفخر واعتزاز كبير لما حققته من تقدم وازدهار لشعوبها على المستويات كافة.

واستعرض معالي الأمين العام العلاقات الخليجية الألمانية التي ترتبطها علاقات صداقة متينة وتاريخية، علاوة على العلاقات التجارية والاستثمارية الواسعة جدًا التي لا يزال المجلس يسعى لتعزيزها بما يخدم مصالح الطرفين, مشيرًا إلى أنه بخلاف التعاون في مجال أمن الطاقة والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع ألمانيا، هناك أهداف أوسع تشمل التعاون في مجالات جديدة مثل التعليم والبحث العلمي والتدريب المهني والذكاء الصناعي والأمن السيبراني.

ألمانيا (3).jpeg
 

تعليق عبر الفيس بوك