مَهِتاب من عالم خلاب (6)

 

مُزنة المسافر

لقد جاءت بالألوان.

لتلون البحيرة.

لقد لونت القرية مرارًا.

بألوانها القرمزية.

البنفسجية.

العنفوانة الأقحوانة.

إنها الفتاة المجهولة.

المصنوعة.

من الحيلة.

جاءت لتخدعك أيتها البحيرة.

بألوانها الزاهية الواهية.

لا تصدقيها.

وتكوني لها مطيعة.

قاومي.

ولا تكسري جمودك.

وجلمودك. 

وجدرانك العالية.

لا تخبريها أنها بالية.

وعتيقة.

وانظري نحو خوفها.

ووجلها.

واصنعي لها المقالب والمتاعب.

وكوني لها دومًا الغالب.

والسالب.

لحياتها.

وشبابها.

البحيرة: الفتاة نحرت قلبي.

بفأسها.

وسكاكينها.

نطقت كلمات الشجاعة.

والبسالة.

وكسرتني.

وحطمتني.

انظروا للكسر في عنقي.

لقد صنعت لي البأس واليأس.

هذه الفتاة المعجونة بالخزعبلات.

إنها تعيش الآن في جوفي.

وقعري.

خذوها بعيدًا قبل أن تخنقني.

انظروا لعروقي.

إنه الآن سقوطي.

إنني أذوب.

لقد غاب الشتاء الزمستان.

وغاب قلبي المتحجر.

المتصلب.  

الرحمة... الرحمة.

 

 

 

أنا البحيرة الذائبة.

الغائبة.

التي سلبوا أيامها.

وسنينها.

 

وغابت جفونها

وسط الكلمات.

التي تنطقها الفتاة.

لقد غلبت  الشتاء الزمستان.

وأبكت كل ربيع وإنسان.

 

إنها تقول القصص.

وتقول الكلمات اللذيذة.

الجميلة.

 

وتخبر بالحيلة.

أحلى الحكايا.

وعقلها وقلبها يتسعان دومًا.

ليصلان لكل كائن.

وإنسان.

 

وأنها بهذه الجعبة.

والمُقلة.

لن تتوقف.

وستتوسد.

 

كل بحيرة وبلدة.

وكل فؤاد وجعبة.

 

هل ستدعوها بدُماها وصباها.

وفتوتها وقوتها.

 

تكسر كل شئ؟.

 

تعليق عبر الفيس بوك