أين نقضي الإجازة؟

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

عن ضجيج صوت الأبناء أتحدث، عن ضحكاتهم وصولاتهم وجولاتهم في أرجاء المنزل عن بكائهم وأحزانهم الصغيرة، عن لعبة كسرت وأخرى على الدرب نفسه، وعن شغفهم الذي لا يكل ولا يمل في الألعاب الإلكترونية والهواتف الحديثة والتكنولوجيا، والرغبة الجامحة لتجربة الجديد في كل مساحات المكان التي يضج بها هذا المتصفح.

عن إجازة طال انتظارها، وعن أحلام تراكمت طيلة العام وعن أماني كثيرة؛ إما في السفر أو خوض تجربة ما أو شراء كتب جديدة للقراءة والاطلاع. نعيش فترة الإجازة الصيفية والتي بدأت عند البعض، والبعض الآخر على وشك أن تبدأ معه، وهي تحتاج إلى الكثير من المال من أجل الاستمتاع الأكبر، وتحتاج إلى الوقت الكافي الذي يقضيه الآباء والأمهات مع أولادهم، وتحتاج للتفاهم وخلق روح من المتعة والرغبة في اكتشاف شيء جديد مفيد ومثمر واستغلال الأوقات التي غالبًا ما تضيع سدى.

المال والوقت والإجازة والفراغ إن وجدوا معًا في شيء مثمر كانت الأيام مثمرة، فأن تُرسل أطفالك إلى مدرسة لتعليم القرآن الكريم هذا هو المثمر لهم ولك في الدنيا والآخره، أو أن تشترك لهم في النوادي الرياضية والمتاحة في أغلب ولايات وقرى السلطنة لتقوية مهاراتهم البدنية والذهنية والفكرية هو أيضا أمر محبب، لكن مع افتقار الأندية لهذه البرامج الصيفية وحصرها على فئة معينة من الناس واحتكارها للبعض، فهذا يخلق نوعًا من عدم الارتياح لها.

لذا أنشأت الأكاديميات التي تعد بالأصابع والمنتزهات مع عدم تهيئة كل المواقع السياحية، لاسيما وأن موسم الخريف قد اقترب والطريق إليه برا يطول ويحتاج لرعاية عاجلة وهي رعاية صحية أيضًا.

إن ترتيب الأوقات الترتيب الصحيح والسليم واستغلالها في أمور تنفعنا وتصلحنا وتكون لنا عونا هو شيء مطلوب فاغلب الأسر لن تسافر، إما بسبب عمل رب الأسرة وإما للوضع المعيشي والمادي الذي تعيشه الأسر، لذا وجب توفير أجواء ممتعة ومريحة لهذه الأسر من خلال إنشاء المراكز الصيفية والمدارس التعليمية كمدارس القرآن والحديث والسنة ومعاهد اللغة الإنجليزية، وأن تكون متاحة لجميع الأطفال بدون دفع رسوم معينة تساهم بتنشئة جيل متعلم صالح واستغلال الدولة لهذا الوقت الطويل في تنشئة جيل قوي متسلح بالأفكار والأخلاق الحميدة جيل ذي هيبة جيل فاهم وواعٍ ومدرك لكافة أمور الحياة ومبتكر ومنجز ومفكر ومعطاء أما الأوقات التي يقضيها هؤلاء الأطفال هدرا في الألعاب الإلكترونية أو النوم فتنشأ جيلا متكلا جيلا لا يعي أن ما هو ماضٍ إليه هو طريق منحدرة غير مستغلين لأوقات الفراغ الطويلة التي تمضي عبثًا.

إن الاهتمام بإنشاء المراكز الصيفية والتي تعمل على تقديم الرعاية والاهتمام والعلم والتعليم والابتكار بالمجان لكل فئة عمرية نشاط معين إن كان من الذكور أو الإناث خطة معينة مدروسة ناهيك عن ورش الخياطة والتطريز وورش للرسم وورش للتصوير الضوئي وورش عمل تساعد الطفل بتنمية مهاراته الفكرية والذهنية ولعصف حبل الأفكار الذي انقطع على مشاهدة الأفلام والبرامج والألعاب التي لا تفيد وإنما تسلب الوقت وليس بها منفعة للأجيال إلا بإيصال رسالة مبطنة عن الإجرام والسير في الطريق الخطأ والتمسك بالعادات الخاطئة والانخراط فيه والتكاسل والاتكال.

إن التفكير الجيد والإنشاء الصحيح لكل مجتمع جديد قادر على رسم البهجة وتطوير القدرات والطاقات البدنية والفكرية والروحية يخلق مجتمعًا خاليًا من البطالة ومن الناس غير المنجزين؛ بل يخلق مجتمعًا طموحًا مُحبًا للخير والتفاني يقدم للجيل القادم كل سبل التطوير الممكنة للوقوف جنبًا إلى جنب والوصول إلى الدرب الذي يصل للقمة.