شوامخ ثابتة بين مسقط والقاهرة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

بين مسقط والقاهرة جسور من الثوابت الصادقة الصامدة مع تقلبات العصر المبنية على علاقات الأخوة التاريخية والمصيرية وعلى المحبة والاحترام والتقدير الذي تباينت أفعاله في مختلف الأحداث التي مرت وتمر بالدول العربية والعالم أجمع.

وزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- إلى جمهورية مصر الشقيقة، ترجمة لتلك العلاقات الوثيقة المبنية على عمق أواصرها ومتانة قيمها التي تمتد من مئات السنين والتي تعززت مع  النهضة الفتية لعُمان منذ بدايتها ومع العهد المتجدد بقيادة السلطان هيثم- أبقاه الله- حيث تنطلق عمان اليوم بعلاقتها الطيبة مع جميع الدول وخاصة  أخواتها من الدول العربية والإسلامية.

إن الثوابت الراسخة مع جمهورية مصر العربية والتي ترجمتها القرارات والأحداث التي مرت بالأمة العربية وصمدت فيها مسقط والقاهرة منذ الحقبة الماضية إلى اليوم ومنذ سنوات القرن الماضي والمبنية على احترام إرادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والمساهمة في دعم جميع مجالات التعاون والتآخي بين البلدين وكذلك دعم ووحدة الأمتين العربية والإسلامية.

تأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- لمصر في ظروف استثنائية تمر بها الأمة العربية وأهمها رأب الصدع الذي شق الدول العربية وإيجاد الحلول ومخارج السلام للفتن والحروب التي تعصف بعدد منها  والأزمات الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها العالم خلال هذه الأيام وآثارها الخطرة مع المتغيرات العالمية الأخرى والتي تحتاج إلى تعاضد وتعاون أكبر بين الدول الشقيقة وتوحيد الكلمة ورباط الخير بينهما لاستقرار الأوطان وازدهارها.

اليوم.. هناك قناعات تامة بأنَّ السلام لا يأتي إلا بالوفاق بين الإخوة وأن ما يحدث حولنا يحتاج إلى فكر وتبصر وتعاون جدي لتمضي سفينة الأمل نحو شواطئ السعادة وتمضي عمان ومصر بأمتهما العربية نحو خير أوطانها وشعوب المنطقة جمعاء.

نتمنى لهذه الزيارة وجهود السلام وهذا الحراك الكبير الذي نراه على الساحة العربية أن يرى النور قريباً وأن تثمر كل تلك الجهود التي تحتضنها القاهرة وجدة وغيرها من عواصمنا العربية عن نجاحات لتكون دولنا هي من تقود الخير والسلام في العالم أجمع مع صدق التعامل بالقول والفعل والعمل المخلص الذي تميزت به بلداننا.

كل عام وأمتنا بخير وكل التوفيق للأشقاء في اجتماعاتهم ومباحثاتهم نحو خير الشعوب وحفظ الله أمتنا وقادتنا وبلداننا من كيد الكائدين وغدرهم وجعل أوطاننا واحة للخير والسلام والوئام.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية