أرجُل راغبة في الرقص (14)

مُزنة المسافر

أمام خيام أضُرمت فيها النيران.

تصرخ العمة جيرالدينا.

كلمات الوجع.

الطحان.

والفلاح.

والجزار.

إنهم أشرار.

لقد حرقوا الخيام.

ونحن نيام.

حرقوا كل شيء نفيس.

إنه التدليس.

أعموا أعيننا.

بشعاع الشمس.

وأحرقوا خيامنا في عتم الأمس.

إنه الخداع والضياع.

أين الضباع والسباع؟

أين الرجال؟

وأين الخيّال؟

بيننا.

لقد حرقوا الذكريات.

خبئوا الأمنيات.

الوجع ثم الوجع.

الخراب.

السراب.

أين هو العرّاب؟

لقد نحروا زعيم الغجر.

وكتبوا لنا السفر.

يا له من قدر.

ارتمت جيرالدينا على الأرض.

ثم دخلت البركة وغطست وجهها في الماء.

تبعتها كليمانتينا وقفزت خلفها.

كليمانتينا: ماذا تفعلين يا عمّة؟

جيرالدينا: ليس من جدوى في العيش.

كليمانتينا: توقفي يا عمة.

الخيام احترقت.

لكن قلوبنا صامدة أمام اليأس.

ارفعي روحك العليلة.

واصعدي بها إلى الحياة.

جيرالدينا: من سيكمل المسير؟

وما هو المصير المكتوب والمرغوب لنا.

خرجتا من الماء.

وبينما كان رجالات الغجر يبكون الزعيم.

ويغنون له كلمات الرحيل.

قالوا إنهم سيحرقون.

ويصدحون.

إنه التهديد.

الوعيد.

بالانتقام.

ورمي السهام.

 جيرالدينا: الدم.

والهم.

لقد عمَّ اللهب.

وكل شيء اغترب.

نفوسنا وعيوننا.

لم تقدر على التصديق.

من هو الصِّدِّيق؟

بينهم.

كل الأصابع تشير إليهم.

لكنهم سينكرون.

حين يأتي رجال الدّرك.

سيسألون من هو هذا الرجل الذي انهلك.

ولماذا؟

عندها سيكون جوابنا.

الغياب.

بكرامتنا.

فنبحث عن الأراضي التي وطئها أسلافنا.

وعن بيوتنا التي لم ندركها.

تعليق عبر الفيس بوك