غرف الترقيد في المستشفيات الحكومية

 

سالم بن نجيم البادي

 

أصيب والدي بوعكة صحية عارضة استدعت ترقيده في المستشفى وقد اضطررت للبقاء بجانبه خلال الليل، وفي البداية أرغبُ في أن أشيد بالعناية والاهتمام واللطف وسرعة الاستجابة التي وجدها والدي من جميع العاملين في المؤسسات الصحية التي ذهبنا إليها وحتى اتخاذ قرار بقائه في المستشفى.

إننا نفخر بجودة الخدمات الصحية لدينا ومجانية العلاج مع غلاء الأدوية وخاصة أدوية بعض الأمراض، وقد رأينا غلاء العلاج والأدوية في الخارج وفي المؤسسات الصحية الخاصة هنا. لا أقول إننا وصلنا إلى مرحلة الكمال أو التميز في الخدمات الصحية بحيث تقل نسبة المواطنين الذين يسافرون للخارج بهدف العلاج، وهي نسبة كبيرة، وكذلك لم نصل إلى المرحلة التي تجعل بلادنا وجهة جاذبة للمرضى من كل مكان، وهو ما يعرف بالسياحة العلاجية، كما هو الحال في كثير من الدول التي اشتهرت بالتقدم في مجال الطب.

كنت قد طرحت في مقالات أخرى، مسألة غرف الترقيد في المستشفيات لدينا وهي غير مناسبة على الإطلاق وتزيد المريض مرضًا، ويستغرب من تصميم هذه الغرف في كل المستشفيات الحكومية وكأنها منامات الجنود في معسكرات الجيوش كما وصفها أحدهم.

هل يُعقل أن يوجد في الغرفة الواحدة 6 مرضى لا فواصل بينهم غير ستائر قماش لا تمنع وصول أصوات السعال والتقيؤ والأنين والبكاء والصراخ من الألم وحشرجات الموت وحتى الهمسات يمكن سماعها، ولا توجد خصوصية للمرضى في هذه الغرف ويغيب عنها الهدوء الذي يفترض أن ينعم به المرضى.

كما إن الإضاءة والتكييف يمثلان مشكلة أخرى في هذه الغرف المزدحمة بالمرضى؛ ففي بعض الأحيان يرغب بعض المرضى ببقاء الإضاءة وقت النوم، في حين يرغب بعضهم في إطفاء الإضاءة، وكذلك الحال مع أجهزة التكييف؛ فمن المرضى من لا يرغب في التكييف العالي، بينما يصر بعضهم على التكييف العالي!

إن البحث عن حل لهذه الإشكالية أصبح مُلحًا وقد يكون أحد الحلول وضع فواصل من المواد العازلة للصوت عوضًا عن ستائر القماش المستخدمة الآن، فلا يعقل أبدًا أن يجتمع 6 مرضى في غرفة واحدة، وأحيانًا تستدعي الضرورة وجود مرافق مع كل مريض ويجتمع 12 فردًا في غرفة واحدة وفي وقت واحد! ولكم أن تتخيلوا وضع هذه الغرفة في أوقات الزيارة، والأمر متروك لأصحاب الشأن.

الأكثر قراءة