‏مسقط مزدحمة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

ما يحدث في مسقط العاصمة من زحام وتعطل مصالح الناس للوصول إلى أماكن عملهم أو مراجعاتهم اليومية يزداد يومًا بعد يوم بدون حلول جذرية نادى بها الكثير من كتاب المقالات وأصحاب الفكر من سنوات عديدة.

حلول خجولة قدمت خلال هذه الفترة ليست سوى مُسكن للألم فقط إن صح التعبير، فأعداد المركبات في تزايد مستمر وما يتم التخطيط له هي حلول مؤقتة لن تؤتي ثمارها، مثل الدوام المرن في المؤسسات، ومنع الشاحنات من ارتياد الطرق الرئيسة والتي خلقت مشكلة أخرى هي مشكلة تسليم البضائع في المواعيد وهي من مشكلات القطاع اللوجستي، وإضافة بعض الحارات مع فتح طرق مساندة. وهذه ليست الحلول الناجعة التي ستخفف من ازدحام مسقط.

الحلول لمثل هذا الزحام سبقتنا بها دول مختلفة وقد كتبتُ عن أحد هذه الحلول وهو إنشاء مترو مسقط قبل أعوام وهو من الحلول الناجعة في كثير من الدول التي أقامت مشروع المترو.

وأرى من وجهة نظري أن من أهم الحلول وجود خط حافلات دائري متكامل، وإنشاء خطوط ترام (القطار الكهربائي)، وتوسعة الطرق، وإتاحة الدوام المسائي في الهيئات الحكومية، وتوزيع المؤسسات الخدمية خارج مسقط، والبعد عن المركزية في الإجراءات الحكومية، والتحول الخدمي الإلكتروني المتكامل في جميع المجالات.

إن تكدس الخدمات والمؤسسات في محافظة مسقط وعدم وجود وسائل نقل بديلة ساهم في ازدياد أعداد المركبات مع توسع بسيط في الطرق السريعة حول مسقط وهو ما يؤدي إلى الاختناقات المرورية ساعات الذروة عند بدء العمل ومع انتهائه.

ومع الرؤية التي تخطط لناجحها سلطنة عمان بحلول 2040، والاهتمام بالاستثمار والاقتصاد كركيزة مستقبلية مستدامة يجب أن توجد الحلول المناسبة لتلك المخططات والمشاريع وأهمها إنشاء شبكات المواصلات المناسبة لمسقط والتي تستوعب الطفرة العمرانية والعددية التي تتمدد بها مسقط عامًا بعد عام.

مسقط الجميلة مزدحمة اليوم بطرقها ومواقفها وحاراتها فيجب إيجاد الحلول المناسبة طويلة المدى لدرء هذا الزحام وانسيابية الحركة بين ولايات المحافظة في كل الأماكن وسلاسة الوصول إلى أي مكان بسهولة ويسر.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأنعم عليهم بالخير والتقدم والرفعة وكل عام وأنتم بخير.