عائشة السيفية "أميرة الشعراء".. مسيرة حافلة بالإنجازات وإنجاز تاريخي للمرأة العمانية

الرؤية- مدرين المكتومية

استطاعت الشاعرة العُمانية عائشة السيفية أن تُحقق إنجازا هو الأول منذ تنظيم مسابقة "أمير الشعراء"، وذلك بعدما فازت بلقب "أميرة الشعراء" 2022 بنسبة 71%، بالإضافة إلى جائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي وبردة الشعر وخاتمه.

وفي ختام الحلقة الأخيرة من الموسم العاشر وإعلان فوز السيفية، توج سُّمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، الشاعرة العمانية عائشة السيفية كأول امرأة تفوز بهذا اللقب.

وأعربت السيفية عن سعادتها بتحقيق هذا اللقب، وذلك عبر تغريدة على صفحتها الشخصية بموقع تويتر، قائلة: "وإن خيروني لما اخترت أرضا سوى ليصير تُرابي عُمان، هذه لكم يا أهل عُمان ويا أهل الخليج، يا أمة الشعراء ويا أحفاد الشاعرات، هذه لكل النساء اللواتي حملت أصواتهن في قصائدي، لقد فعلناها، فالحمد لله الذي باركنا بالفوز.. لأنها تستحق عمان".

ولدت عائشة السيفية- 36 عامًا- في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وتخرجت في جامعة السلطان قابوس لتحصل بعد ذلك على درجة الماجستير في تخصص الهندسة والتنمية الدولية من جامعة لندن. بدأت "أميرة الشعراء" في نشر قصائدها عام 2005 في الصحف العمانية، وحصلت على لقب أول شاعرة امرأة تفوز بمهرجان الشعر العماني منذ انطلاقه، ولديها مجموعات  شعرية تحمل بعنوان "البحر يبدّل قمصانه"، "أحلام البنت العاشرة"، "لا أحب أبي"، "لدى عائشة"، بالإضافة إلى مدونتها الإلكترونية "حرية بثمن الخبز" والتي تنشر عليها أعمالها.

وعبّر عدد من المهتمين بالشعر والأدب عن سعادتهم بهذا التتويج الذي حصلت عليه عائشة السيفية، إذ يؤكد المكرم المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، أن فوز الشاعرة عائشة السيفية وتتويجها بلقب أميرة الشعراء، سابقة أدبية للشعراء العمانيين، وأن السيفية استطاعت أن تسجل هذا المركز لعمان كأول امرأة عمانية وعربية تحصل على هذا اللقب.

وأضاف: "هذه إشارة قوية إلى أن الشعر في عمان يتطور وينافس بقوة، وهذا الإنجاز منح الكثيرين دورسا في الإصرار على التتويج في جميع المحافل، إذ إن المهتم بالشعر عليه أن يمتلك القدرة القرائية والإبداعية لفهم الشعر والإيمان برسالة الشعر، وبالتالي فإن الشعر العماني قد حقق مساحات كبيرة من النجاحات، فعلى سبيل المثال حقق جمال الملا وحسن المطروشي وغيرهم من الشعراء مكانة رفيعة على المستوى العربي والعالمي، وحققت المرأة العمانية مثل بدرية البدري والآن عائشة السيفي مكانة رفيعة وعالية، وأدخلوا هذا السياق الشعري العماني في النسق والنسيج الشعري العربي والعالمي، وبالتالي نحن كعمانيين لابد أن نبتهج بفوز عائشة السيفية، وهذا يحقق الفوز للعمانيين وللمرأة العمانية والعربية أيضًا، وبالتالي كسرت عائشة مثل ما كسرت بدرية في مسابقة شاعر الرسول النمط السائد بأنَّ الشعر هو ذكوري أو للرجل فقط، أو أن الرجل أكثر إبداعا من المرأة، إلا أن الواقع يقول إن المرأة منافس قوي للرجل وقد تتفوق عليه في المنافسة".

وأشار الصقلاوي إلى أن المرأة العمانية تفوقت في مجال الإبداع السردي والمنافسة السردية مثل جوخة الحارثية وبشرى الوهيبية، وبالتالي فإنَّ هذا التفوق الذي أبدته المرأة العمانية في عمان أعطى مساحة كبيرة من الثقة للمرأة المبدعة القادمة، والذي أفسح لها المجال لتكون ضمن سجل المتفوقات عربيا وإقليميا، مبينا: "نحن نفخر بهذا الفوز وأعتقد أن الساحة العمانية مبتهجة بما تحقق من فوز في أمير الشعراء، وينبغي أن يستمر هذا الفوز وأن يتتابع في صور ونسخ وأسماء شعراء وشاعرات آخرين".

ويقول الشاعر أحمد العبري: "تابعت تجربة الشاعرة عائشة السيفية منذ التحاقها بالجامعة لتجد ضالتها في جماعة الخليل للأدب بجامعة السلطان قابوس، فتوهجت شعرا وفازت بعدة مسابقات في الجامعة، وفازت خلال دراستها بالمركز الأول في مهرجان الشعر العماني الخامس في البريمي، وكانت ومازالت الأصغر سنًا في حصد جائزة المركز الأول بالمهرجان في مختلف دوراته".

وأضاف: "لقد حافظت على توهج حضورها الشعري، ولامست بتنوع أشكال قصائدها ذائقة شرائح متنوعة، مع التزامها في الغالب برمزية عالية، وقدمت شعرا يأسر المتلقي للتأمل والمتابعة والدهشة، وتثير أحيانا جدلا يتعلق حينا بالشكل وأحياناً بالجرأة، وأرى أنها غامرت بالمشاركة في برنامج أمير الشعراء مع ما يدور حوله من كلام، وكنت أترقب انسحابها منذ أوائل الحلقات لما نُشر حول التحكيم ومنهجية المسابقة، لكن لجنة التحكيم كانت تجعلها دومًا في الصدارة، رغم قوة منافسة عدد من الشعراء، لكن تتويجها باللقب صادف تجربة تستحقها، وأحسب أنها ستستمر في توهجها مقارنة بأصوات أمراء خفتت مع مرور الوقت".

وتشير الكاتبة فايزة محمد  إلى أن فوز عائشة السيفية في هذه النسخة من برنامج "أمير الشعراء" يعد إضافة إلى المشهد الثقافي العماني، خاصة وأن برنامج أمير الشعراء يعد من أبرز الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، ويشهد تنافسية عالية بين أبرز شعراء لغة الضاد الذين ينظمون آلاف القصائد في كل موسم، منذ أن دأبت إدارة المهرجانات والبرامج التراثية والثقافية في إمارة أبو ظبي على تنظيمه للمرة الأولى في عام 2007.

وتضيف أن فوز عائشة السيفية بهذا اللقب يتوج مسيرتها الشعرية التي بدأتها منذ النشأة في نزوى، تلك المدينة التي احتضنت على مدار التاريخ رموز الفكر والأدب العماني، حيث صقلت موهبتها الشعرية بالتمكن من اللغة العربية والتفرغ لكتابة الشعر ونشر النصوص  الأدبية في الصحافة العمانية والعربية، قبل أن تسجل حضورها في المهرجانات المحلية والعربية والدولية، حاصدة العديد من الألقاب، والتي كان أولها لقب مهرجان الشعر العماني كأول امرأة عمانية تفوز بهذا اللقب.

وتتابع فايزة محمد: "أعتبر فوز عائشة السيفية بلقب شاعر المليون حافزا للشعراء العمانيين بشكل عام وللمرأة العمانية بشكل خاص، لكي يمضي الجميع قدما نحو الإبداع واعتلاء منصات التتويج في مختلف المحافل الأدبية، وأكرر مباركتي لها لأن ذلك يضيف إلى السيرة الشعرية العمانية وتفتح الباب أمام الكثيرين الراغبين في التعرف على الشعر العماني وما وصلت إليه المرأة العمانية في هذا المجال على وجه الخصوص، ونرجو أن نجد المزيد من الاهتمام بمسابقات الشعر الفصيح في السلطنة".

ونظم الشاعر عقيل اللواتي بيتين لتهنئة السيفية قائلا: "يا عائِـشُ ابتسمَ القصيدُ بكونِنا .. وعلى الوجـودِ تحَـدَّثَ الإنجَـازُ، وإلى السَّماءِ يسيرُ فخرُكِ باسِمًا .. يا آيـةً يَـحلـو لـها  الإعـجـازُ".

ويقول: "كل التهاني والأماني لعائشة وللشعر العُماني بهذا الإنجاز الرائع والشكر لكل من وقف ودعم وساند، فهذا إنجازٌ وطني بامتياز يحق لنا الفخر به والتباهي، ويحتاج الشعراء العمانيون إلى دعم ومساندة كبيرة مثلما حدث مع عائشة السيفية لكي يثبتون جدارتهم في جميع المحافل، وعلى المؤسسات الحكومية والخاصة الدعم بقوة في المواسم القادمة وفي كل المسابقات، لتسليط الضوء على مزيد من أصحاب المهارات العمانية".

تعليق عبر الفيس بوك