أكدت ضرورة مواكبة البرامج الأكاديمية والمهنية للمتغيرات المحلية والعالمية

المحروقية: جهود حثيثة لغرس الهوية الوطنية والقيم الراسخة المبنية على ثقافتنا وتراثنا

 

◄ مؤسسة "سراج" تستهدف إشراك المجتمع في تمويل الطلبة المعسرين والبحث العلمي والابتكار

 

مسقط- الرؤية

عقدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة بالمديرية العامة للجامعات والكليات الخاصة لقاءها السنوي برؤساء وعمداء مؤسسات التعليم العالي الخاصة في سلطنة عُمان بكلية الشرق الأوسط، ترأست اللقاء معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبحضور أصحاب السعادة وكلاء الوزارة، وسعادة الدكتورة الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، إضافة إلى رؤساء وعمداء الجامعات والكليات الخاصة، وجمع من المعنيين بقطاع التعليم العالي الخاص في سلطنة عُمان.

وهدف اللقاء إلى تعزيز الشراكة بين مختلف القطاعات الفاعلة التي تسهم في تطوير التعليم العالي ورفع جودته، وربطه بقطاعات العمل والصناعة وفقاً لرؤية عمان 2040، كما يمثل اللقاء فرصة لمناقشة التوجهات المستقبلية لقطاع التعليم العالي الخاص؛ بما يكفل الارتقاء بجودة العمل والخدمات التي يقدمها القطاع وفقاً لخطط الوزارة، وخطط المؤسسات التعليمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وألقت معالي الأستاذة الدكتورة الوزيرة كلمة رحبت فيها بالحضور وأشارت فيها إلى أهمية هذا اللقاء بما يشكله من فرصة لتبادل الآراء والأفكار، وطرح المقترحات البناءة التي تهدف إلى الاستمرار في وضع اللبنات التي تُعلي صرح التعليم العالي وتقوي أركانه، وأشارت معاليها إلى دور الوزارة في دعم التكامل مع مؤسسات التعليم العالي لتطوير وتأهيل رأس المال البشري، وتوفير الفرص المتنوعة لتسليح جيل الشباب باكتساب المعرفة والمهارات الضرورية. إضافة إلى دورها في تمكين البحث العلمي والابتكار في المؤسسات التعليمية، والتوعية بأهميته في الجهات الحكومية والخاصة حتى تتكامل الرؤى وتتعاضد الجهود لمستقبل أفضل لعُمان.

وأكدت معالي الوزيرة ضرورة مواكبة البرامج الأكاديمية والمهنية لمؤسسات التعليم العالي للمتغيرات المحلية والعالمية المتجددة في العلم والتقانة، ومواءمتها لكي تكون قادرة على إعداد الكوادر البشرية وتأهيلها لمستقبل يحمل في طياته فرصاً وظيفية جديدة تتطلب مهارات وقدرات متنوعة، وأهمية الجمع بين التخصصات الأكاديمية والمهنية والشهادات الاحترافية لتنويع مهارات الطلبة لتتماشى مع المتطلبات الحالية والمستقبلية لسوق العمل المحلي والعالمي، إضافة إلى الاستمرار في تفعيل التعليم عن بعد كونه مكتسب يجب المحافظة عليه، وتطويره كوسيلة فاعلة للتوسع في تقديم برامج مؤسسات التعليم العالي خارج نطاق سلطنة عمان، بحيث يمكِّن الطلبة الدوليين من الانخراط فيه بجانب الطلبة العمانيين. كما تطرقت معاليها إلى أهمية غرس الهوية الوطنية، والقيم الراسخة المبنية على ثقافتنا وتاريخنا وديننا الحنيف حتى لا ينجرف الشباب وراء التيارات الفكرية المتعارضة مع قيمنا وثقافتنا.

وحثت معاليها مؤسسات التعليم العالي على تخصيص ميزانيات سنوية ورفدها بمبالغ كافية من أجل تعزيز البحث العلمي وتشجيع الباحثين على حل المشكلات المعقدة، وابتكار أفكار ترفد الاقتصاد الوطني بمنتجات منافسة محلياً وعالمياً، وتمويل الباحثين واستقطاب الكفاءات الأكاديمية والبحثية من مختلف دول العالم لكي تسهم في رفد المؤسسات بالنتاجات البحثية التي تحتاجها الدولة، إلى جانب الاستفادة من الخدمات التي توفرها الوزارة كالمكتبة الافتراضية "مصادر"، والمستودع البحثي "شعاع"، والشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم "أومرن"، مؤكدة تركيز الوزارة على الابتكار وريادة الأعمال، وسعي مجمع الابتكار مسقط لكي يكون البوتقة التي تجمع كافة الفاعلين في البحث العلمي والابتكار في المجالات ذات الأولوية، ومركزا لاحتضان الشركات الناشئة القائمة على الابتكار، مشيرة إلى جهود الوزارة في إنشاء منصة رقمية للابتكار "عُمان تبتكر" لتوفير الدعم للمبتكرين في جميع مراحل الابتكار، وتعاون الوزارة مع بعض الجهات لدعم إنشاء مراكز متكاملة للابتكار ونقل التكنولوجيا في مؤسسات التعليم العالي.

وعرّجت معالي الوزيرة إلى أهمية إيجاد مصادر متنوعة ومستدامة للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تحقيقا لأهداف الأولوية الأولى في رؤية عُمان 2040، مشيرة إلى حرص الوزارة في هذا الشأن من خلال تفعيل المؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج" لتتيح لقطاعات المجتمع المختلفة من أفراد ومؤسسات وشركات فرصة المشاركة في تمويل المعسرين من الطلبة والموهوبين وذوي الإعاقة وتمويل البرامج التي تدعم جودة التعليم والبحث العلمي والابتكار، موجهة الدعوة لجميع المؤسسات لدعم المؤسسة حتى تتمكن من البدء الفعلي في أنشطتها لتصبح قادرة في المستقبل على إحداث نقلة نوعية في التعليم بكافة مستوياته وإرساء نهضة علمية قائمة على البحث العلمي والابتكار في عمان والذي بدوره سيسهم في تنويع الاقتصاد العماني واستدامته.

تعليق عبر الفيس بوك