"زيادة أيام الإجازة الأسبوعية".. مقترح يُعيق مسيرة التنمية أم يُعزز معدلات الإنتاج؟!

◄ داود المحرزي: زيادة عدد أيام الإجازات يضعف الاقتصاد الوطني

◄ البلوشي: إضافة يوم آخر لإجازة العاملين الأسبوعية ينعش الحركة السياحية

◄ سعيد المحرزي: الإجازة الأسبوعية الطويلة تعزز الروابط الأسرية والسلوكية

الرؤية- فيصل السعدي

تتباين الآراء حول الآثار الإيجابية والسلبية لزيادة عدد أيام الإجازة الأسبوعية للعاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة،  عدد أيام الإجازة الأسبوعية التي يستحقها العاملون في المؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك في ظل اعتماد بعض الدول منهجية العمل لمدة 4 أيام لتكون الإجازة الأسبوعية لمدة 3 أيام.

ومؤخرًا، صرح معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، أن الوزارة لا تنوي حاليًا التوسع في الإجازات لتكون 3 أيام أسبوعية.

ويرى البعض أن زيادة عدد أيام الإجازة الأسبوعية يؤدي إلى بطء العملية التنموية وتنفيذ المشاريع التي تدعم الاقتصاد الوطني وتجذب المستثمرين، في حين يرى آخرون أن هناك نقاطا إيجابية في زيادة أيام الإجازة.

ويقول الدكتور داود بن سليمان بن سالم المحرزي خبير اقتصاد سياسي وباحث في التشريعات الاقتصادية، إن زيادة الإجازة الأسبوعية لا تحقق أي إيجابيات اقتصادية خصوصا في الوضع الاقتصادي الحالي الذي يتطلب مزيدا من الجهد والعطاء لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للسلطنة، مشيرا إلى أن زيادة عدد أيام الإجازة ستُضعف من الإنتاجية المرجوة وستساعد على هروب الاستثمار والمستثمرين، الأمر الذي سينعكس سلبًا على جميع نواحي الاقتصاد المحلي، لا سيما وأن جميع دول العالم المتقدم لديها إجازة يومان فقط.

ويضيف: "نحن نحتاج إلى مزيد من الإنتاجية وجذب المستثمرين وتسهيل إجراءاتهم، وعليه فإن الزيادة في الإجازة الأسبوعية ستؤثر سلبا ولن يكون لذلك أي إيجابيات اقتصادية، بل ستتراجع السلطنة اقتصاديا".

ومن وجهة نظر أخرى، يرى الدكتور خالد بن عبد الوهاب البلوشي خبير في قطاع السياحة، أن زيادة عدد أيام الإجازة الأسبوعية ستُعزز النشاط السياحي في مختلف المحفاظات لأنها ستمنح المواطن والمقيم مزيدا من الوقت لزيارة الأماكن السياحية التي تتمتع بها الكثير من الولايات، موضحا: "في حالة زيادة يوم إجازة في نهاية الأسبوع ستشهد الحركة الفندقية انتعاشا وسيرتفع معدل سياحة المناطق ذات البعد البيئي والتاريخي أو الثقافي، وذلك لأنَّ البعض يرى أن يوما واحدا أو يومين فقط غير مجد للسفر واستكشاف المزارات واستئجار الفنادق، لكن زيادة عدد أيام الإجازة سيكون له الأثر الكبير في تطور الخدمات والمنشآت السياحية".

ويربط سعيد بن محمد بن علي المحرزي باحث في مجال التربية والأسرة، بين جدوى زيادة الإجازة الأسبوعية والمكون الثقافي والاجتماعي والتربوي للمجتمع العماني، بالإضافة إلى أهمية دراسة الآثار الإيجابية والسلبية لهذا الأمر قبل التفكير فيه إقراره، موضحا: "زيادة الإجازة الأسبوعية تعني زيادة تفرغ الوالدين لتربية الأبناء ومنح فرصة أكبر للمرأة العاملة للاهتمام بأسرتها، كما تتيح مساحة أكبر لاستثمار وقت الإجازة في تنمية مهارات الأبناء مثل القراءة وترسيخ القيم والأخلاق الحميدة لتقوية الروابط الأسرية".

ويُشدد المحرزي على ضرورة استغلال الإجازة في الأعمال المفيدة سواء للأبناء أو للآباء، لأن غياب دور الوالدين التربوي يضعف من الترابط الأسري ويزيد من تعلق الأبناء بوسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل صحية وأسرية ونفسية وجسدية، مضيفا: "كما أن غياب الفعاليات التربوية واستغلال وقت الإجازة سيؤدي إلى وجود ظاهر سلوكية سيئة مثل التخريب والتدخين وغيرها من الظواهر السلوكية السيئة".

تعليق عبر الفيس بوك