"كأنه نهاية العالم".. مشاهد مُفجعة وإحصاءات صادمة عن "زلزال الفجر" في تركيا وسوريا (فيديو وصور)

◄ مقتل أكثر من 2600 في زلزالين بتركيا وسوريا.. والهزّات الأرضية تصل الدول المجاورة

◄ "زلزال الفجر" الأعنف منذ 1939.. والسر وراء صفيحتي الأناضول والأوراسيا

◄ الزلزال الأول بقوة 7.8 درجة.. والثاني بقوة 7.7 درجة

◄ انهيار عشرات المنازل والأبنية وتصدع الطرق

◄ هبة دولية لمساعدة تركيا وسوريا على "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"

◄ ساعات من الهلع عاشها سكان جنوب تركيا وشمال سوريا

فقد 12 أسرة سورية تحت أنقاض بناية في جنديرس السورية

فرق الإنقاذ تسابق الزمن لإنقاذ أرواح المحاصرين أسفل الحطام

◄ موجة صقيع تجتاح المنطقة المنكوبة وتهدد حياة الناجين

زلزال تركيا (1).jpeg
 

عواصم- الوكالات

استيقظ العالم فجر الإثنين على حادثة مفجعة ظن البعض أنها "نهاية العالم"، حين ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة وسط تركيا وشمال غرب سوريا، ليخلف وراءه عشرات المنازل المهدّمة ومئات القتلى وآلاف الجرحى، قبل أن تشهد المنطقة زلزالا ثانيا بقوة 7.7 درجة، ليُعلن النفير الدولي للمساعدة في هذا الحدث الأليم.

وأكدت الإحصائيات الرسمية مقتل 2200 شخص وإصابة الآلاف، في فاجعة إنسانية تزيد الجرح السوري عمقًا، كما أنها الأسوأ في تاريخ تركيا خلال هذا القرن، مع احتمالية الزيادة الكبيرة في هذه الأعداد نظرا لبطء جهود تقييم الخسائر المادية والبشرية نتيجة ضعف شبكة الإنترنت وتضرر الطرق التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال والتي يسكنها الملايين.

زلزال تركيا (3).jpg
 

ساعات من الهلع

مع بزوغ فجر الإثنين، اهتزت الأرض نتيجة واحد من أكبر الزلازل التي تشهدها المنطقة منذ عام 1939، ليهيم الناس على وجوههم هربا من تساقط الأبنية واحدة تلو الأخرى، حيث تصف امرأة أصيبت بكسر في الذراع وجروح في الوجه وفقدت اثنين من أبنائها تحت الأنقاض، المشهد قائلة: "بنايتنا في ديار بكر من 7 طوابق، كنَّا نهتز كما يهتز مهد طفل رضيع، كان 9 في المنزل، اثنان من أولادي لا يزالان تحت الأنقاض.. أنا في انتظارهما".

وقدرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية والحكومة السورية والأمم المتحدة أعداد الوفيات بـ1498 في تركيا و716 في سوريا، في الوقت الذي يكافح فيه عمال الإنقاذ لانتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض.

هروب من الموت إلى الثلج

وعلى الرغم من النفير الجماعي لسكان المناطق المنكوبة المتأثرة بالزلزال هربا من الموت تحت الأنقاض، إلى أن مصير هؤلاء قد لا يكون أكثر حظا ممن لقوا حتفهم أسفل المباني التي هدمت، حيث تشهد هذه المناطق هطول أمطار كثيرة نتيجة العواصف الثلجية التي اجتاحت البلاد مطلع هذا الأسبوع.

زلزال تركيا (4).jpg
 

وترجع توقعات الطقس أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقارب التجمد خلال الليل، ليواجه عشرات الآلاف من السكان وضعا مأساويا إن لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذهم من الموت متجمّدين.

مشاهد مأساوية

وثّق عدد من سكان المناطق التي تأثرت بالزلزال والهزات الارتدادية، مشاهد مأساوية نشرتها قناة "تي آر تي" التركية الرسمية، لانهيار عدد من المباني وحجم الدمار الهائل الذي لحق بمناطق سكنية كاملة، بالإضافة إلى حالة الرعب التي ظهرت على وجوه السكان. ولم يتم التحقق ما إذا كانت هذه المباني التي تنهار وثقتها عدسات هواتف السكان لا يزال السكان بداخلها أم لا.

ولم تقتصر جهود الإنقاذ والبحث تحت الأنقاض على الجهات المؤسسية فقط، بل تكاتف السكان بحثا عن جيرانهم ممن تهدمن منازلهم فوق رؤوسهم. ورصدت وكالة "رويتزر" العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض، هي كل ما تبقى من بناية ضخمة، بحثا عن ناجين، ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلبا للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة.

كما أن لقطات استخراج أشخاص من أسفل حطام المباني المحطمة، لم يتوقف تداولها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وسط تضامن شعبي عالمي مع الأتراك والسوريين.

زلزال تركيا (2).jpg
 

وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لفرق الإنقاذ وهي تبحث عن ناجين تحت الأمطار الغزيرة والصقيع.

تصريحات الرئيس التركي

وخرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات تلفزيونية، واصفا ما حدث بـ"الكارثة التاريخية والأسوأ منذ عام 1939، والسلطات تبذل كل ما في وسعها". وأضاف: "قلوبنا وأرواحنا جميعا مع الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب الأمور".

وتقدمت دول غربية وعربية بتعازيها لضحايا الزلزال العنيف الذي هز جنوب تركيا وشمال غرب سوريا وأسفر عن وفاة مئات الأشخاص، حيث أعربت مختلف الدول عن تضامنها مع تركيا وسوريا واستعدادها لتقديم المساعدة.

وأعلن أردوغان أن تركيا تلقت عروضا للمساعدة من 45 دولة إلى جانب دول الناتو والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن أعمال إنقاذ المواطنين من تحت أنقاض الأبنية المدمرة جراء الزلزال لا تزال مستمرة.

زلزال تركيا (1).jpg
 

وأعربت سلطنة عُمان  عن تضامنها مع كل من الجمهورية التركية الصديقة والجمهورية العربية السورية الشقيقة، كما أعربت عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لأسر ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع جنوب تركيا وللشعبين التركي والسوري وعن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

حكايات الناجين

ورصد مراسلو وكالة رويترز المشهد من خلال وصف عدد من الناجين وغيرهم من رجال الإنقاذ، حيث قال شاب سوري أصيب في هذا الزلزال: "تحولت البناية إلى كومة من الخرسانة كانت هناك 12 أسرة تحتها، لم يخرج أي منهم.. ولا واحد".

ووصف رائد فارس من منظمة الخوذ البيضاء السورية جهودهم بأنها "سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح المحاصرين تحت الأنقاض". في حين قال عبد السلام المحمود من بلدة الأتارب في حلب إنه شعر وكأنها "نهاية العالم".

وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال غرب سوريا ماديفي سون سوون: "تعاملنا مع ظواهر جوية وعواصف ثلجية لكن لا شيء بحجم زلزال بهذه القوة، ما هو إلا إضافة إلى كل أشكال المعاناة، ومن المتوقع زيادة عدد القتلى في المنطقة".

 

تعليق عبر الفيس بوك