رضا اللواتي يرصد مسيرة نصف قرن من "التنمية الزراعية في عُمان"

الرؤية- سارة العبرية

صدر للدكتور محمد بن رضا اللواتي الكتاب الثاني من سلسلة "التنمية الاقتصادية في سلطنة عُمان.. مسيرة نصف قرن" والذي حمل عنوان "التنمية الزراعية"، ويقع الكتاب في 843 صفحة من القطع المتوسط، في حلة قشيبة، مسلطًا الضوء على قدر هائل من المعلومات والبيانات الموثقة والمتعلقة بمسيرة التنمية الزراعية في عُمان.

وعبّر الدكتور رضا اللواتي في صفحات هذا الكتاب عن كسرٍ للصورة النمطية المُرتبطة بأذهان الكثيرين عن كون جوهر التمنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنها سلطنة عُمان هو النفط، وأن هناك قطاعات أُخرى تُثري إسهاماتها بحجم المداخيل الوطنية المُحفزة لاستدامة مسيرة النماء والازدهار والخطط والرؤى والاستراتيجيات من أجل تمكين "التنويع الاقتصادي"، كما عكس الكتاب دلائل الأولويات الوطنية والمحاور التي تأسست عليها "رؤية عُمان 2040" بتوجهاتها الواعدة، والتي منحت صك اعتماد ومصادقة على مستهدفات "إستراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية 2040".

والكتاب عبارة عن دراسة شاملة ومعمقة وموضوعية، حيث استفاد اللواتي من خبرته الطويلة لاستخلاص الدروس المستفادة، والعمل على وضع الزراعة العُمانية على المسار الصحيح خلال العقدين المُقبلين. وتضمن الكتاب ثلاثة أبواب تشتمل على 13 فصلا، ويحتضن الباب الأول مقومات التنمية الزراعية في سلطنة عُمان؛ شاملاً 5 فصول تتناول موضوعات الإرث المعرفي، والمناخ والأقاليم المناخية والزراعية، والموارد الزراعية، وكذلك الإطار المؤسسي للزراعة العُمانية متضمنا الأجهزة والمؤسسات والمجالس الحكومية، وأيضا منظمات المجتمع المدني مع عرض تطور الإطار التشريعي والقانوني المتعلق بالتنمية الزراعية في سلطنة عُمان.

بينما يختص الباب الثاني بعرض أداء قطاع الزراعة خلال الفترة (1970- 2020) مستعرضًا هذا الأداء في 5 فصول تتضمن مقومات القطاع الزراعي خلال الخمسة عقود الماضية، إضافة إلى الأداء الاقتصادي والاجتماعي لقطاع الزراعة والقطاعات الخدمية الداعمة.

أما الباب الثالث، فقد أتى بعنوان نظرة مستقبلية لتطور قطاع الزراعة وفق "رؤية عُمان 2040"؛ مشتملا على 3 فصول خُصص أولها لتقييم أداء القطاع الزراعي على مدى العقود الخمسة الماضية، بينما يستقرئ الفصل الثاني مُوجهات المرحلة المقبلة في ضوء أولويات ومُستهدفات الرؤية المستقبلية في شقها المتعلق بالقطاع الزراعي، أما الفصل الثالث فيتناول استراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية حتى العام 2040.

ولا يكتفي المؤلف بعرض مسيرة القطاع الزراعي العُماني بما تنطوي عليه من قضايا عديدة ومتشعّبة، وعرض إستراتيجية التنمية الزراعية من حيث مرتكزاتها وأهدافها وخططها، وإنما يُضيف نظرته التقييمية والنقدية في سياق سرده لمختلف  القضايا والموضوعات في إطار البابين الأولين، فضلا عن رؤيته لمستقبل التنمية الزراعية في سلطنة عُمان خلال العقدين المقبلين والتي صاغها في إطار الجزء الأخير من الكتاب تحت عنوان "الدروس المستفادة"؛ الأمر الذي يُتيح فرصة لسد بعض الثغرات، ومراجعة ما قد تفقده الاستراتيجية من جوانب مُهمة تقتضيها الاستجابة الصحيحة والتكيف مع المتغيرات والظروف المستجدة على المستويين المحلي والعالمي.

ويشمل الكتاب دراسة مُستفيضة للتنمية الزراعية تغطي فترة زمنية محددة تعرّض فيها لآثار كثير من المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية، كما قام المؤلف بجهد وافر فيما يتعلق بالتحليل الاقتصادي الكمي والوصفي لها، والربط بين المؤشرات المختلفة مُستعينا بأسس علوم الاقتصاد الزراعي.

تعليق عبر الفيس بوك