تاج الخليج

 

 

وليد الخفيف

 

يلوح في الأفق عودة ظافرة من بلاد الحضارات، والرأس العمانية عالية عنان السماء، يزين جبتها تاج الخليج البراق، واحتفالات تعم البلاد وتشمل العباد، ونجمة ثالثة تُحاك بماء الذهب، تضيء الطريق نحو مزيد من البطولات والإنجازات.

أما المجمع الرياضي الذي يحمل اسم كبيرنا قابوس الخالد ذكره في أعماق القلوب والألباب فساحة احتفالات يحتشد فيها أنصارك ومحبيك تحت رايات النصر عالية الهامات.. والمدن والولايات من مسقط الخير لظفار العز والكرم والأمجاد تناديك أملاً وطمعًا أن تتشبثوا بالبساط الأخضر بعنفوان، وتناشدكم فخرًا فكافحوا في الميدان بوقود لا تنطفئ شعلته، مستلهمين من جبال مسندم قوةً، ومن بحر يحمل اسمكم تاريخًا تليدًا، ومن حضارة مجان عظمةً وعراقةً، ومن ربابنة عظام شقوا عباب المحيطات أسود البحار وأنتم أحفادهم، فرجالكم أشهروا السيفين والخنجر العمانية لامعة، فزحفوا خلفكم من كل حدب وصوب قبلتهم البصرة وجذع النخلة الميعاد، قاطعين آلاف الأميال بشغفٍ، مساندين واثقين مخلصين قائلين: "لن تكون وحيدًا يا الأحمر".

تلفاز يلتف حوله الملايين مترقبين منتظرين تتويجا مؤجلا وليلة مبهجة زاهية رفيعة تتحرك على إثرها المسيرات، فيا منتخبنا الغالي: امضِ بسلام واثق الخطى تمشي ملكًا نحو منصة العلا،والقلوب الطيبة تنبض لك بالدعاء المستجاب، وإن استعصى عليك جلد الكرة وأبى هواؤها الانصياع لأقدامك طوعًا فخذها عنوةً وكرهًا، فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، وإن مضى عِصيانها ووضعت الموقعة أوزارها لشقيقك العراقي الأصيل فتبسم بشيم الكبار فهذا جين أنت حامله، فلا حزن ولا ملام  عليك، فعرق جبينك مازال حيًا يسقي عشب البصرة الغراء وستروي حارة الوراقين أن أحفاد الفراهيدي مروا من هنا بشموخ فتركوا بصمة العز ومجدك باقٍ يا الأحمر.

تحدونا الثقة بعدما احتويت صاحب الأرض في الافتتاح، وحققت فوزًا مستحقًا على منتخب اليمن السعيد والأخضر السعودي الكبير، ثم تجهزت فعبرت البحرين حامل اللقب ومهدت الطريق نحو النهائي الخامس ونيل اللقب الثالث، فمستواك الفني ظهر في المربع الذهبي ليرد على الانتقادات في الميدان، فحول سهام النقد البالية لقصائد مدح أضحت عنوانا رئيسًا في الصحف اليومية ومتنها، وتصدر مديحك القنوات والمحطات الفضائية والإذاعية على ألسنة ضيوفها، ويغمرنا الأمل المستنير بواقع صحيح وحسابات دقيقة أن اللقب عماني بامتياز.

تحيةً لبرانكو إيفانكوفيتش المتألق بذكاء، والمخيني قفاز الإجادة حامي العرين الهمام، آملين الاحتفاظ بشباك بيضاء دون مساس، في ليلة إسدال الستار، والثقة واسعة لخط دفاعك الحصين الذي يحمي قلعته الخميسي والحبسي ويعتلي أبراجه المسلمي والكعبي وهم أشداء، والتقدير لحارب المحارب رمانة الميزان، وجميل الجميل وزاهر المزدهر فهم في وسط الميدان كاسحات ألغام، ورسام علا شأنه اسمه صلاح اليحيائي ليفيض بمدحه الإعلام، فأمسى حديث المجالس وبات على أعتاب الأفضل في صناعة اللعب بأداء مبهر خطف الأنظار، وسهم صائب اسمه المنذر صاحب الانطلاقات وخلخلة الدفاعات لا يخلف الميعاد، وسيف بتار قاطع وعصام.