تفجير أنهار البريّة بتفعيل الأنشطة التربوية‎‎

 

 

د. حميد بن مهنا المعمري

halmamaree@gmail.com

 

ليس من رأى بعينيه المحفورتين في رأسه، ومن سمع بأذنيه المتمسكتين بقوة في جانبي رأسه عن اليمين والشمال من السقوط، كمن سمع ولم يرَ، أو رأى ولم يسمع.

فقد تشرّفت بالجلوس عن يمين الأستاذ القدير مختار السالمي رئيس قسم الأنشطة التربوية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة، فدار حديث ماتع بعد كلمته الباذخة التي استهل بها اللقاء التعريفي لمدارس الحلقة الأولى حول موضوع "جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للإبداع الأدبي لطلبة المدارس".؟

قرأتُ فيه قصة قصيرة جاذبة ومشوقة بعيدة عن التصنّع والتكلف شخوصها قائمة ماثلة وزمانها ومكانها لم يتفارقا، وسرْدها وحوار شخصياتها مُفعم بالصدق والإخلاص والتفاؤل والرغبة في تقديم المزيد والمفيد، ونهايتها الشعور بالرضا الجميل.

فرأى القلم أنها سانحة لا تتعوض وفرصة لا تتكرر وأنه من المفيد له -أي القلم- كتابة تلك القصة لعله يُنافس بها في جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للإبداع الأدبي لطلبة المدارس، ويفوز بجائزتها المبجلة، ولكن سرعان ما تتبخر الأماني والأحلام عندما ترتطم بجدار الواقع؛ حيث جاء الرد أسرع من ضوء البرق في سماء الإبداع الأدبي، بأنَّ الفرصة ليست متاحة أمام كل الأقلام، وانتحال القصص الملهمة ليس من ديدن الأقلام الكبيرة؛ فرأيت ألا مفر ولا مهرب من كتابة مقالة عنوانها: "تفجير أنهار البريّة بتفعيل الأنشطة التربوية" وهو أنّ الأنشطة التربوية المدرسية تفجر طاقات الطلبة وتصقلها إذا ما وجدت الحضن الدافي والدافئ، والرعاية والاهتمام الكبيريْن؛ فالأقلام الكبيرة غالبًا ما تُصقل في مصنع العلم (المدارس) من خلال الزج بالطلبة للمشاركة في الأنشطة الإبداعية المتنوعة كتنوع وتمازج ألوان الطيف.

ومع العودة إلى ذلك الحديث العذب الذي كنَّا نتجاذب أطرافه، لم يكن الأستاذ مختار مجرد أداة تنفيذية لمسابقة جاءت لتضيف عبئًا إلى ركام الأعباء المتكدسة هنا وهناك؛ بل رأيته ينظر إليها على أنها فرصة مواتية وإضافة ثرية وحق من حقوق الطلبة للمشاركة الفاعلة فيها، كل ذلك وغيره قرأته من حروف كلماته ومن بين أسطر جُمَله وعباراته، وحضوره كان إضافة ثرية ودافعًا قويًا لمزيد من النقاش الثَرّ، فما تراه إلّا سائلًا يهمس إلى أذنك بأسلوبه المؤدب رأفة بالطلبة فيقول مُستفهما: أيستطيع طلبة الحلقة الأولى كتابة خمسمائة كلمة، إنّ هذا لشيء عجاب؟! ومدونا ملاحظاته ويرسم استفساراته أثناء جريان اللقاء على لسان المتحدث الرسمي (الغنية) بأخلاقها وفصاحتها، ويعضدها (غالبنا) الذي ما يفتأ يذلل كل عسير في طريق المسابقة، ومن ورائهم لسان الإعلام "خميسنا" المقدام.

كل ذلك جعلني أنقل لكم مارأيت وسمعت، ولو خُيّرت في تغيير العنوان لقلت "لا تحتار في حضرة مختار".