سالم بن نجيم البادي
في البدء أريد القول بأنني لا أعلم إن كان ذلك المواطن الذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يُريد بيع أعضائه جادا وصادقا فيما يدعيه من أنه مضطر لبيع أعضائه لسداد ديونه وتوفير الطعام لأبنائه وهل طرق جميع الأبواب وحاول واجتهد في البحث عن مصدر رزق وهل أخبر الجهات الحكومية المختصة بقضيته قبل أن يظهر في ذلك المقطع.
ولقد كثر ظهور الذين يتحدثون عن سوء أحوالهم المالية في مواقع التواصل الاجتماعي وأحيانا يظهرون مع أطفالهم الذين يظهر على سيماهم علامات البؤس والشقاء.
لا أعلم على من يقع اللوم ولا أرغب في التهويل من حجم وانتشار ظاهرة الشكوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكنني أرجو التصدي لهذه الظاهرة وذلك بالبحث العميق عن أسبابها والتواصل مع هؤلاء للتحقق من مصداقية ما يدعون وإذا تبين أنهم يكذبون أو أن الكسل والاتكالية والإسراف وسوء التدبير، أسباب عدة أوصلتهم إلى هذه الحالة التي هم فيها، فيجب أن تُتخذ ضدهم إجراءات رادعة، حتى لا يشوهوا صورة البلد في الخارج والداخل، ويُشِيعوا السلبية والانهزامية بين أفراد المجتمع ويخشى أن تستشري هذه الظاهرة وأن توجد فئة من أفراد المجتمع تعيش على هذه الحيلة كل من أراد قضاء حوائجه عليه أن يسجل مقطعاً ثم ينشره لجذب الانتباه إليه.
لكن إن كان كل أولئك الذي ظهروا في مقاطع الشكوى من سوء أحوالهم صادقين، فإنَّ هذا لأمر مؤسف علينا جميعًا، مجتمعًا ومؤسسات، ولجان زكاة وجمعيات خيرية وأغنياء، ورجال دين الذين يقع على عاتقهم وعظ الناس وحثهم على إخراج الزكاة والصدقات، وليس فقط الحديث عن الحلال والحرام والعقاب والثواب والجنة والنار والتبرع لبناء المساجد، ورغم أن كل ذلك جيد ومهم وضروي، لكن الأهم دعوة الناس للتكاتف والتعاون وبذل المال لفك كربة المحتاجين ليعيشوا في عزة وكرامة، دون أن تُسلب حريتهم لعجزهم عن سداد الديون.
أتساءل: لماذا لا يتداعى الناس في المجتمع لجمع الأموال لإخراج هؤلاء من أزماتهم التي أوصلتهم لهذا البكاء والشكوى أمام العالم كله؟ وكذلك على مؤسسات الدولة المعنية مساعدتهم بكل ما تستطيع وخاصة فيما يتعلق بتوفير فرص عمل لهم، وعلى المجتمع بأسره التكاتف من أجل حفظ ماء وجه المُعسرين والفقراء.