اقرأ

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

هي من أهم الأدوات وأكثرها استخدامًا لدى المجتمع البشري، وأسرع الطرق لزيادة المستوى الثقافي والعلمي والمعرفي بين الناس، من خلالها يتم رفع معدلات الوعي لدى الإنسان، وهي قادرة على خلق شخصيات محترمة ومثابرة وجادة يحترمها الجميع، وبدونها لا يستطيع الإنسان مواجهة الأزمات والتحديات.

نتحدث هنا عن القراءة التي ينبغي على الإنسان أن لا يستغني عنها، فهي ما يُنير الدروب، ويجلب العلم والفهم والرزق والتوفيق والسعادة الأبدية للإنسان، من أهملها عاش بين ظلمات الجهل والتجهيل، ومن اهتم بها عاش بين الرقي والازدهار والنجاح والإبداع، قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".

وقال حفيد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الإمام جعفر بن محمد الصادق: "لاَ يَقْبَلُ اَللَّهُ عَمَلًا إِلاَّ بِمَعْرِفَةٍ، وَلاَ مَعْرِفَةَ إِلاَّ بِعَمَلٍ، فَمَنْ عَرَفَ دَلَّتْهُ اَلْمَعْرِفَةُ عَلَى اَلْعَمَلِ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ فَلاَ مَعْرِفَةَ لَهُ أَلاَ إِنَّ اَلْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ".

إن من المؤسف جدًا ما نراه اليوم من حال الأمة العربية والإسلامية، التي باتت تواجه الكثير من الأزمات التي جعلتها تتراجع ثقافيا وعلميا في كثير من الاتجاهات والأصعدة، ومن تلك الأزمات المزعجة جدا والتي باتت تؤرق المجتمع وأفراده هي أزمة تدني المستوى الثقافي والعلمي، وذلك بسبب إهمال القراءة وعدم الاعتناء بها، فلم يصبح الكتاب اليوم عند الكثيرين هو خير جليس في الزمان  كما وصف وعرف، بل وصل به الحال يباع على الأرصفة والطرقات بينما الحذاء الذي يرتديه الإنسان العربي يباع على الرفوف النظيفة والأنيقة والعالية!! فإلى أين نسير؟ ولماذا أمة اقرأ لا تقرأ؟

اليوم كثرة استخدام شبكات الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي، جعلت من القراءة تتراجع بشكل واضح وكبير، مما أثر ذلك تأثيرا كبيرا على الجيل الجديد وجعلت منه يبتعد عن الإبداع الفكري والأدبي، لذا ينبغي على المجتمع العربي والإسلامي اليوم بمؤسساته المختلفة البحث عن الأفكار المناسبة لتشجيع القراءة في الأسرة والمجتمع وذلك بهدف الازدهار والنجاح والتفوق وجلب الخيرات للأسرة والمجتمع ومن تلك الأفكار المقترحة ما يلي:

  • أولًا: تخصيص مكان هادئ ومناسب ومريح في المنزل بعيدًا عن شاشات التلفاز والهواتف والأجهزة اللوحية.
  • ثانيًا: تحديد الوقت المناسب للقراءة وتجنب الأوقات المزدحمة بتواجد الأهل والأصدقاء.
  • ثالثًا: انتقاء الكتب المشوقة والمفيدة بحسب رغبة القارئ وميوله العلمي لها.
  • رابعًا: تدوين أسماء وعدد ما تم قراءته من الكتب، ومحاولة البحث عن الكتب الجديدة والمشوقة لقراءتها.
  • خامسًا: المدرسة فهي من يجب أن تكون الحاضنة بعد الأسرة لمشاريع القراءة وتنميتها بين الأجيال وذلك من خلال إعداد المكتبات المناسبة والمحفزة والمشجعة للطفل لممارسة القراءة والتعلم.
  • سادسًا: تفعيل الرحلات المستمرة والنافعة إلى المكتبات ومعارض الكتاب وكل الأمكنة التي يتوفر فيها الكتاب النافع والمفيد.
  • سابعًا: استضافة الكتاب والأدباء وأهل التأليف والاستفادة من تجاربهم وقراءاتهم واهتماتهم بالقراءة.
  • ثامنًا: السعي الجاد لإرشاد الطلبة والطالبات لقراءة الكتب المناسبة لأعمارهم.
  • تاسعًا: توجيه القارئ الصغير لاقتناء الكتب العلمية والأخلاقية التي تحث على احترام المبادئ والقيم الدينية والاجتماعية والأسرية.
  • عاشرًا: تجنب قراءة الكتب الضالة والمُضلة الداعية إلى التفسخ والابتذال وعدم احترام الحشمة والعفة والحجاب.

إنَّ الجيل الذي يتربى على القراءة والعلم والثقافة هو الوحيد القادر على الصبر والثبات، وهو الساعي الحقيقي لتحقيق الكثير من طموحاته وأهدافه وإنجازاته السامية والمرجوة والتي ينبغي له تحقيقها لازدهار ونجاح وتألق مجتمعه وأسرته ووطنه.