إعادة النظر في مدخل قرية سرور

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

في إطار تحديث شبكة الطرق في سلطنة عُمان والتي أصبحت تضاهي مثيلاتها في بعض دول العالم والتي حققت فيها مراكز متقدمة في السلامة المرورية وانسياب حركة السير على المستوى العالمي، يُعد طريق "بدبد- صور" السريع إحدى ثمار منجزات النهضة التي تحققت في عهد السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه؛ حيث ساهم الطريق بشكل كبير في الحد من الحوادث المرورية بمروره بعيدًا عن القرى التي كان يخدمها سابقًا وفق مواصفات عالية الجودة.

ومن هذه القرى، قرية سرور بمحافظة الداخلية والتي كانت بوابة الشرقية آنذاك في ظل الشارع القديم المتجه إلى محافظتي الشرقية شمال وجنوب ومحافظة الوسطى ومنها إلى محافظة ظفار ولا زالت، وكان يشكل أهمية كبرى باعتباره العمود الفقري لهذه المحافظات في الذهاب والإياب ونتيجة لتغييره نجم عنه إيجابيات كثيرة ساهمت بدور كبير في انسيابية الشارع مما جلب الأمن والأمان لمرتاديه.

لكن الملاحظ أنَّ هذا الشارع من مفرق الطرق، (بدبد- صور) وحتى مدخل قرية سرور وبعدها لازالت الإضاءة غير موقدة فيه؛ مما أثر على مرتادي الطريق وخاصة عند الدخول إليه والخروج منه في الفترة المسائية.

ومن هذه المداخل، مدخل قرية سرور؛ حيث يشكل هذا المدخل عقبة لدى القاطنين والقادمين إليه من جهة الشارع القادم من مسقط بمحاذاة قرية الملتقى ومن ثم الولوج تحت الجسر ثم الاتجاه يمينًا جهة وادي سرور ثم بعدها إلى القرية، علاوة على ذلك إنارة الطريق معطلة والطريق عند معبر الوادي يحتاج إلى مُعالجة سريعة ولا سيما أن وادي سرور يؤمه في المساء وخاصة أيام العطلات زمرة من السائحين بغرض الاستجمام والراحة وخاصة فئات الشباب ويعد أحد روافد وادي سمائل وأودية العق باعتباره مزارًا سياحيًا.

ويكون هذا المدخل في الفترة الليلية مُوحِشًا؛ مما يشكل خطورة على مرتاديه وتجده يعج بالحركة صباحًا؛ نظرًا لأهميته؛ لوجود المدارس في القرية على جانبي الشارع وسوق لزغ ومنه إلى مركز الولاية وكذلك الولوج منه إلى منطقة سمائل الصناعية وهصاص الصناعية ومصنع الذخيرة وبعض قرى ولاية بدبد.

ونظرًا لأهميته واستشرافًا للمستقبل، فإنّنا نقترح إعادة النظر في هذا المدخل ذهابًا وإيابًا أسوة بالمعمول به في بعض محافظات السلطنة كمحافظة شمال الباطنة والشرقية شمال، بإقامة جسر علوي يربط القرية بالشارع الرئيس (بدبد- صور)، وذلك بإجراء دراسة لذلك وفق أسس علمية تأخذ في عين الاعتبار مجرى وادي سرور؛ حيث يشكل خطورة وقت سقوط الأمطار وهبوط الأودية وإنارته وفق معايير فنيه عالية الجودة تقاوم المؤثرات الطبيعية. لا سيما وأنَّ قرية سرور تحتضن هبطتها المشهورة والتي يقصدها أبناء السلطنة من جميع الولايات والتي تعد من الموروث الثقافي غير المادي الذي يشكل جزءًا من تراثنا العماني، إضافة إلى أن القرية تعتبر مركز إداريًا وتجاريًا منذ القدم للقرى المجاورة لها وكان سوقها القديم أحد الأسواق الشهيرة على مستوى السلطنة سابقًا وكذلك أنجبت القرية شعراء وأدباء ساهموا في الحركة الثقافية كأمثال الشاعر سيف الرحبي وزاهر الغافري والقاص الأديب سيف الرحبي وغيرهم من الشعراء والأدباء القدامى والمعاصرين.

وفي ظل النهضة المتجددة في عهد مولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي بحكمته وبصيرته بفضل من الله ومنته، أن ينعم على هذه القرية الوادعة ليعم فيها الفرح والسرور وسائر عماننا الحبيبة في مختلف ربوعها باليمن والبركات إنِّه سميع مجيب الدعاء.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة