كن شريكًا في صناعة المستقبل

 

محمد البادي

mohd.albadi1@moe.om

 

حددت وزارة الداخلية موعد التصويت لانتخابات المجالس البلدية للفترة الثالثة التي من المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل؛ حيث سيكون الاقتراع في مختلف محافظات السلطنة يوم 25 ديسمبر 2022 لإدلاء الناخبين بأصواتهم.

ومنذ اليوم الأول الذي تم فيه الإعلان عن قوائم المرشحين لانتخابات المجالس البلدية؛ تعيش السلطنة- بكل محافظاتها وولاياتها وقراها- حراكًا رسميًا وشعبيًا من أجل رسم المشهد النهائي للمجالس البلدية في السلطنة؛ وهذا يأتي من منطلق الواجب الوطني الذي يحتم على كل مواطن الارتقاء إلى المستوى العالي من الشعور بالمسؤولية إزاء المجلس البلدي كلٌ حسب ولايته ومحافظته، وليعتبر كلٌ منَّا نفسه جزءًا لا يتجزَّأ من الأمانة الوطنية التي يحملها كل مواطن في سبيل السعي إلى المشاركة بفعالية في صناعة القرار الوطني، والمساهمة في رسم مستقبل وطنه ليس على الصعيد البلدي فحسب، إنما على كافة الأصعدة.

إن انتخابات المجالس البلدية تغرس في نفوس المواطنين ثقافة الاختيار الصحيح؛ وذلك من خلال انتخاب الشخص الكفؤ؛ بعيدًا عن الانتخاب على أساس قبلي أو عرقي أو مناطقي، فالأمانة الوطنية توجب على كل مواطن أن يختار الشخص الذي يتمتع بكفاءة عالية وحس وطني يدفعه لوضع بصمة واضحة في المسيرة التنموية للسلطنة، والحفاظ على مقدرات ومكتسبات هذا الوطن، أضف إلى ذلك أنه يسعى لاختيار الشخص الذي يتوسم فيه القدرة على إيصال صوته ومطالباته واقتراحاته ومرئياته لأصحاب القرار في الجهات الرسمية المتعددة للدولة.

لذلك ينبغي علينا جميعًا- ممن تنطبق عليهم شروط الناخبين- السعي للمشاركة في هذه الانتخابات، واضعين نصب أعيننا أن التقاعس أو العزوف عن المشاركة لن يشق طريقًا ولن يشيد بنيانًا ولن يبني وطنًا.

ومن جانب آخر فإن عضو المجلس البلدي المنتخب لابُد أن يكون جديرًا بالثقة الموضوعة فيه؛ وأن يكون عند حسن ظن الجميع، وأن يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأنه بانتخابه عضوًا في المجلس البلدي قد تبوأ مقعدًا باستطاعته من خلاله تقديم خدمات لولايته ومحافظته، وأن يكون قادرًا على القيام بكل المسؤوليات والواجبات التي تتبع هذا المجلس؛ وأن يكون مستعدًا لتحقيق طموحات وآمال المواطن الضعيف قبل القوي والصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني.

المواطن الذي يقصد مراكز الاقتراع- أو أيًا كانت آلية الانتخابات- ليُدلي بصوته، يضع ثقته المطلقة في المرشح، وينتظر منه أن يكون قادرًا على أن يمثله خير تمثيل أمام الجهات الرسمية، مرشح يتميز بكفاءة عالية وبقدرات وإمكانات تُؤهله لإيصال صوته لأصحاب القرار، وأن يمتلك روح المبادرة، وأن يتابع هذه الطلبات وأن ينظر، إلى ولايته بشكل خاص وإلى المحافظة بشكل عام، نظرة شمولية، وأن يكون هذا العضو المنتخب ذا صدر رحب؛ بحيث يستمع للصغير قبل الكبير، ويجتمع بالفقراء والبسطاء قبل الأغنياء وذوي النفوذ، وأن يسعى للتحسين والتطوير، وأن يتمتع بطموح عالٍ من أجل البناء والتعمير، وأن يستطيع فتح الأبواب الموصدة، وأن يرى أن تحريك المياه الراكدة في المؤسسات الخدمية من أسمى مسؤولياته، وأن باستطاعته استدعاء الملفات القديمة من الأدراج وإزالة الغبار ونفض الأتربة عنها، وأن بإمكانه استخراج الطلبات التي نسجت عليها العناكب خيوطها وهي مركونة على الرفوف، وأن يكون مستعدًا للمطالبة بنصيب كل مواطن من التنمية كاملًا غير منقوص.

إنني كمواطن سألبي نداء الوطن؛ وسأدلي بصوتي للشخص الذي يرى أنَّ المجالس البلدية كيان متكامل يعزز المجتمع من خلالها استقراره الاجتماعي والتنموي والثقافي والاقتصادي، ومن يعتبر أن انضمامه للمجلس البلدي تكليف قبل أن يكون تشريفا، ومن يضع توجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم؛ القاضية بالاهتمام بالتنمية والتطوير نصب عينيه.

أكرر الدعوة إلى كل أبناء وطني في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة، أن يحرصوا على التصويت في انتخابات المجالس البلدية، وأن يمنحوا أصواتهم لأصحاب الكفاءات والخبرات، وأن يبتعدوا كل البُعد عن أي عصبية؛ قبلية أو عائلية أو مناطقية؛ فالهدف الأسمى هو خدمة عُمان والارتقاء بالمستوى المعيشي لكل مواطن، من خلال ما يتم تنفيذه من مشروعات اجتماعية واقتصادية وتنموية تخدم الجميع.