مساحات للشباب العُماني

 

سارة بنت علي البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

الـ26 من أكتوبر من كل عام، يوم ماجد وخالد في ذاكرة الوطن، فقط اختاره لنا السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- يومًا للشباب، ليكون منارة وشعلة مضيئة وتتويجًا لكل شاب وهو فرحة عارمة يصاب بها كل شاب، ويستبشر بها كل مبدع ومنجز وفرصة للاحتفال بنجاحاته وطموحاته فهنيئا لنا هذا اليوم المجيد.

وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على الدور المهم للشباب في نهضة المجتمع، وقال: "إنَّ الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحقها".

الشباب العماني الطموح الذي يسعى لنجاحه ويستكمل طموحاته وما بدأه بخير وما أعده ودرسه بنظام يقف وقفة شكر وإجلال لباني وقائد وملهم هذا الوطن المعطاء لتشجيعه ودعمه اللامنتهي للشباب.

وما كان مركز مساحات الشباب العماني الذي افتتحه صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، إلا مركزًا مهمًا وداعمًا كبيرًا لمسيرة المبدعين الشباب في مختلف التخصصات والمجالات؛ كالرسم والتصوير الضوئي والثقافة والإبداع الأدبي، كما تم الإعلان عن الفائزين بجائزة الإجادة الشبابية لعام 2022، فهنيئًا لكل من توج وكل من نال شرف الفوز في هذه المسابقة التي تعد حافزا لتشجيع الشباب وصقلا للمهارات الكامنة والمواهب الشابة التي يساعدنا خروجها في جوء مليء بالألفة والتحدي والطموح والأمنيات بالفوز.

إن سلطاننا المعظم عندما وضع رؤية "عمان 2040" كان يحملنا في أفكاره ويباهي بنا الأمم والدول الأخرى، فقد رسم مسارا واضحا وخطا متكاملا غير معوج وحدد أهدافا وتطلعات قادمة لهذا الشاب العماني الطامح المجتهد الشغوف الباذل للعطاء وما كانت الأحداث التي شاهدناها؛ ومنها جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، والتي تعد تشجيعًا للشباب، وهو ما يدفع الشباب للانضمام إلى منظومة العطاء والتألق والعمل لخدمة هذا الوطن العزيز، وهذا ما كنَّا نتمناه في كل وقت، من حيث دعم فئة الشباب المُنجِز المُعطِي الذي يستطيع أن يزرع الورود في الصحراء، عندما نضع في يده زمام المبادرة ونمنحه الثقة والدعم والقدرة على البذل والإنجاز في مجالات شتى؛ كالتصميم والعمارة والرسم والبناء والكتابة الدرامية والمسرحية وكتابة القصص والشعر، ومختلف فنون الأدب، وتحفيز هذه الإبداعات ماديًا ومعنويًا، وهو ما من شأنها أن يعلو باسم عُمان عاليًا.

الطاقات الشبابية إذا وُئِدت في مهدها لن تنمو الأمم، كما إن تهميش الإبداع سيخلف نقصًا في المواهب والكفاءات، وقس على ذلك في مختلف المجالات، لكننا في سلطنة عمان بلد المحبة والسلام، تولي الحكومة الرشيدة الاهتمام بالكاتب والشاعر والمجتهد، ولذا نأمل دعم الشباب الشعراء من الرجال والنساء بتوفير فرص عمل لهم في وزارة الثقافة والرياضة والشباب.

إننا نحتاج لتسليط الضوء بطريقة أسرع على المبتكر والكاتب والشاعر والرسام والناشط الاجتماعي بطريقة سلسة، وأن نتابع المبدعين وعن أحوالهم عن قرب هل هم عاملون أو موظفون، كل حسب إمكانيته وقدراته، ونقف جنبا إلى جنب معهم، فعندما تقطف الوردة وهي في قمة جمالها تموت في اليوم التالي، لكن عندما تسقيها وتحافظ على هذا العطاء الذي تقدمه فهي لا تموت، وإنما تجعلك تتمتع برؤيتها وهي بكامل حيويتها ونشاطها.

كل عام والشباب العماني بألف خير وهنيئًا لنا معشر الشباب والشابات هذا اليوم المجيد.