فاتورة الكهرباء

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

ودّع المواطنون الأعزاء فصل الصيف الذي يكثر فيه استخدام أجهزة التبريد والتكييف، والتي باتت ترهقهم وتسبب لهم الكثير من الإزعاج؛ لكثرة الارتفاع غير الطبيعي والمبالغ فيه في فواتير الكهرباء، والتي باتت تؤرقهم وتسلب منهم راحتهم النفسية والجسدية، وهذا ما نلاحظه ونسمعه جليًا لكثرة الشكاوى التي يقدمها الناس والتي يتم نشرها بين فترة وأخرى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، يطالبون فيها الحكومة الرشيدة بالعمل الجاد على راحة المواطن وتخفيف أعباء الحياة اليومية عليه، ومن أهمها ارتفاع فاتورة الكهرباء التي لا تتناسب مع إمكانياته المادية في مجتمعه وأسرته التي يكدح من أجلها.

هنا لا ننسى الدور الذي توليه الحكومة الرشيدة مشكورة في البحث عن الحلول المناسبة لمشكلة ارتفاع فواتير الكهرباء، خصوصًا في الفترة السابقة والحالية.. لكن السؤال القائم: هل فعلًا تم إيجاد الحلول المناسبة والمرضية لمعيشة المواطنين؟ أم سيبقى المواطن يكابد مشكلة ارتفاع فواتير الكهرباء وغيرها من الخدمات التي باتت تشكل له رعبًا عند بداية كل شهر؟!

من أهم واجبات الجهات المعنية مع زيادة الشكاوى من غلاء المعيشة، السعي الجاد لرفع المعاناة عن المواطنين، خصوصًا أصحاب الضمان الاجتماعي، والحرف المتواضعة والبسيطة، والعاملون في القطاعات المختلفة في الدولة من أصحاب الدخل المحدود، وكذلك القطاعات الخاصة من الذين يتقاضون رواتب متدنية وغير مناسبة لأوضاعهم الأسرية والاجتماعية، والتي جعلت المواطن يعاني الكثير من التعب والارهاق النفسي والجسدي في أسرته ومجتمعه..

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ اللَّهُ، ارحَموا أَهْلَ الأرضِ يرحمُكُم مَن في السَّماءِ).

أعلم جيدًا أن ما تقوم به الدول من خدمات جليلة لمواطنيها يحتاج إلى ميزانيات كبيرة وعظيمة، خصوصا ونحن نواكب الكثير من المشاكل الاقتصادية التي باتت ترهق الدول العربية والإسلامية، ولكن في الوقت نفسه نعلم أن الدول العربية والإسلامية قادرة على تحقيق الرخاء والاستقرار النفسي لمواطنيها، فهي تمتلك الكثير من الثروات العظيمة والكبيرة التي تحتاج لإخراجها إلى عنصر التركيز الكبير على الاعتماد على العقول المتفتقة بنور العلم والفهم من أهل الإخلاص والوفاء والأمانة للوطن، ووضع تلك العقول في المكان المناسب لها، والاعتماد عليها، إضافة إلى محاربة الفساد الإداري بجميع أشكاله ومسمياته، والذي مع كل الأسف بات اليوم يؤثر بشكل مباشر على معيشة المواطن العربي في أسرته ومجتمعه.

اليوم نحن بحاجة ماسة إلى تعاون الجميع، فكما إن للدولة واجبات يجب تحقيقها والعمل عليها لمصلحة المواطن وإشعاره بالرضا التام في معيشته اليومية، يجب على المواطن كذلك السعي الجاد لإعانة الدولة وذلك من خلال المحافظة على مكتسبات الوطن، والابتعاد عن مواطن الإسراف والتبذير في استخدام التيار الكهربائي وغيرها من الإمكانيات والخدمات المقدمة من قبل الجهات المعنية في الدولة، وتطبيق القانون واحترامه؛ ليتمكن الجميع من الحصول على حقوقهم المشروعة والتي يجب أن تعم على الجميع والتي من أهمها إبعاد المواطن من شبح ارتفاع فواتير الكهرباء وغلاء المعيشة وجعله يعيش الحياة الهانئة المطمئنة والمستقرة والمزدهرة التي تليق بشأنه الأسري والاجتماعي تحت مظلة الوطن العظيم.

الأكثر قراءة