الواجبات المنزلية.. قلق الطلبة وتعب الأمهات!

 

 

سالم بن نجيم البادي

بعد أن تحدثت في مقال سابق عن طول اليوم الدراسي ومطالبة أولياء أمور الطلبة بدراسة تقليل ساعات دوام الطلبة وذكرت مقترح إلغاء الحصة الثامنة، توالت عليَّ المُطالبات بالحديث عن الواجبات المنزلية والتي تشكل هاجسًا وصداعًا مستمرًا لأولياء أمور الطلبة وخاصة الأمهات من بداية العام الدراسي وحتى نهايته.

قد يوجد أكثر من طالب في الأسرة الواحدة وفي مراحل دراسية مختلفة، يحتاجون إلى متابعة ومساعدتهم في مذاكرة دروسهم والإنصات إليهم لمعرفة المشكلات اليومية التي قد تحصل لهم في المدرسة، كما إن الطلبة يحتاجون إلى الراحة والنوم والترفيه عن النفس قليلًا بعد يوم دراسي طويل.

ومع وجود كم كبير من الواجبات المنزلية في مواد مختلفة يحدث إرباك وخوف وقلق لدى الطلبة ويحدث في المنزل ما يشبه حالة الطوارئ اليومية، وتوتر وعصبية وصراخ، وقد تلجأ بعض الأمهات إلى الضرب والتوبيخ ويبكي الأطفال الصغار خوفًا من عواقب عدم حل الواجب ومن عجزهم عن حل الواجب. ومشهد طفل في الصف الأول الأساسي يحمل كتابه وكراسته ويدور في المنزل بين أمه ووالده وإخوانه وأخواته يستجدي المساعدة في حل الواجب، ثم يعود إلى غرفته باكيًا لانشغال الجميع عنه، مشهد يثير الشفقة والذي ربما يتكرر في منازل كثيرة!

ويتحدث الناس عن كثرة الواجبات وعن الكم والكيف والهدف من الواجب ومراعاة الفروق الفردية بين الطلبة بحيث لا يكون الواجب متشابهًا لكل الطلبة؛ فالطالب الضعيف أو متدني التحصيل العملي له واجب خاص به وكذلك الطالب المتوسط في التحصيل العلمي يختلف عن الطالب الشاطر أو المجيد الذي له واجب يتوافق مع قدراته العقلية وهكذا.

إن المبالغة في تكليف الطلبة بالواجبات المنزلية له آثار سلبية قد تطغى على الآثار الإيجابية ولا يقتصر الأمر على الواجب المنزلي بل يشمل المشاريع ومذاكرة الدروس والاستعداد للامتحانات وحفظ النصوص المقرر حفظها في المنهج وهذه أعباء إضافية على الطالب قد تسبب له الإرهاق وقد تكون سببا في نفوره من المدرسة.

ويرى بعض أولياء أمور الطلبة الأخذ بتجارب الدول التي ألغت الواجب المنزلي وإلغاء الواجب المنزلي تماماً، بينما يقترح بعضهم تقنين الواجب المنزلي ووضع أسس واضحة للواجب المنزلي يلتزم بها الجميع، لا أن تترك للاجتهاد الشخصي من قبل إدارات المدارس والمعلمين والمعلمات.

ولقد اطلعت على تعميم صادر عن إحدى مديريات التربية والتعليم جاء فيه: "التنسيق بين معلمي الصف الواحد في إعطاء الواجبات المنزلية بحيث لا يزيد عن واجبين منزليين في اليوم الواحد".

وهذا حل مناسب للحد من كثرة الواجبات المنزلية لو تم الالتزام به. ويحدث أن يقوم المعلم بتحويل الطالب إلى إدارة المدرسة لأنه لم يحل الواجب، أو يعاقب الطالب أو يتم التهديد بخصم الدرجات لتقصيره في حل الواجب. وتلجأ بعض الأسر لحل الواجب للطالب وهذا يتم اكتشافه في المدرسة، وكثيراً ما تأتي ملاحظة إلى ولي الأمر تقول: "يرجى عدم حل الواجب للطالب وتركه ليتعلم الاعتماد على النفس وعدم تعويده على الاتكالية"، كما إنه لن يستفيد إذا تم حل الواجب نيابة عنه.

ويلجأ بعض الطلبة إلى نقل الواجب من زملائهم في الصف قبل الطابور أو بين الحصص.

كل هذه الإشكاليات المتعلقة بالواجب المنزلي، كفيلة بإعادة النظر في موضوع الواجب المنزلي. ويأمل أولياء أمور الطلبة من الجهات المختصة إيجاد الحلول التي يرونها ملائمة وتصب في مصلحة الطلبة وأهلهم.