الاستفادة من الملتقيات الخليجية

 

خلفان الطوقي

على مدار الأعوام القليلة الماضية نرى زخمًا كبيرًا ومستمرًا في التعاون الخليجي في كافة المجالات ومنها المجال الاقتصادي، يبدأ التعاون بخطوة التواصل تعقبها خطوات الالتقاء ومن ثم الحديث فمذكرات التفاهم تعقبها دراسات الجدوى الأولية ومن ثم الدراسات التفصيلية، فإن كان هناك جدوى وربحية بين الطرفين ونقاط التقاء، تجدها تصل إلى التعاون والتنفيذ الميداني، فكما لأي موضوع خطوات، لكن الخطوة الأولى وهي التواصل تبقى الأهم، وتزيد من أهمية هذه الخطوة استمرارية التواصل، وإعادة المحاولة والتجربة بين فترة وأخرى، وما كان معقدا وصعبا في السابق، ربما يكون ممكنا وأسهل في الحاضر والمستقبل، فالمتغيرات والظروف في تغير مستمر.

ما حفزني لكتابة هذه المقالة هو اللقاء المُرتقب لملتقى رواد الأعمال الخليجي السنوي، الذي سوف تقام هذه النسخة منه في العاصمة الرياض في المملكة العربية السعودية يوم الإثنين والثلاثاء(١٧-١٨ أكتوبر ٢٠٢٢م) وبمشاركة واسعة من رواد الأعمال الخليجيين حضوريا وافتراضيا وبرعاية من وزراء ووكلاء التجارة في الدول الخليجية، ومن خلال بحثي استطعت الإطلاع على الأجندة الدسمة للملتقى التي تركز على نقل أفضل الخبرات والممارسات للهيئات الحكومية من ناحية، وأفضلها ميدانيا من خلال استعراض بعض التجارب الناجحة لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة.

مثل هذه المشاركات وبالأخص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في غاية الأهمية لأنهم في بداية الرحلة التجارية، وسوف يجنون العديد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة، وأهم هذه الفوائد التعلم من من هم أفضل منهم، وسوف تتوسع مداركهم، بالإضافة إلى تكوين قاعدة من العلاقات والمعارف يمكن لهم الاستعانة بها والتواصل معهم مستقبلا، والاستفادة منهم في الدعم والنصح والتوجيه وتفادي الأخطاء التي وقع فيها من مارس التجارة قبلهم ممن هم أكثر منهم معرفة وخبرة، وأخيرا الترويج لمنتجاتهم وخدماتهم، وفتح آفاق وأسواق أوسع ذات كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى العوائد غير المباشرة والتي تختلف من  شخص لشخص آخر أو مؤسسة لأخرى.

 فوائد مثل هذه الملتقيات وخاصة الخليجية منها فهي مفيدة للجهات الحكومية أيضًا المعنية منها مثل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبنك التنمية العماني وغرفة تجارة وصناعة عُمان وغيرها من الجهات ممن هي معنية ولو جزئياً أن يستعرضوا أفضل تجاربهم وممارستهم للآخرين، ويستفيدوا من تجارب الخليجيين الآخرين، فرحلة التعلم والتطوير ومواكبة المتغيرات مستمرة، خاصة وأن كثيرا من المعطيات والظروف الخليجية متشابهة إلى حد كبير.

عوامل نجاح التعاون الخليجي متوفرة، ولا يمكن مقارنة عوامل النجاح هذه بأي تجمع إقليمي آخر، وما على القائمين عليها إلا السعي في دمج هذه العوامل بمهنية عالية ونوايا صادقة لأجل بلداننا وشعوبنا، وعليهم أثناء القيام بذلك استحضار الحجم الهائل للعوائد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، خاصة وأن هناك زخم واضح خلال السنوات القليلة الماضية مدعوم من خلال الزيارات البينية للقادة الخليجيين فيما بينهم، وتوقيع كثير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين الحكومات والقطاع الخاص، ويمكن تكرار ذلك كلما سنحت الفرصة من خلال مبادرات التواصل المستدامة ومضاعفة ذلك مستقبلاً لتتعاظم الفوائد حكوميا ومجتمعيا.