من المسؤول عن كل هذا؟

 

ناجي بن جمعة البلوشي

نحتاج في وطننا الحبيب إلى صياغة مفهوم وماهية المسؤولية الوطنية الشاملة كمسؤولية التحقيق والتحقق والمساعدة في إدارة الأزمات في حالات الطوارئ ، نحن هنا لا نريد أن نصنع المستحيل لأجل الحصول على المعرفة في إتقان المسؤولية الوطنية لكننا نضع بعض من أفكارنا عساها تساعدنا في اكتمال كل اللحمة الوطنية وتسريع الإنجاز أو الإنتاج أو الإتقان أو لعلها تصب بجانب تقليل الخسائر في حالات الطوارئ، وما أعنيه هنا في إمكانية تدريب وتأهيل الراغبين من أفراد المجتمع في مجال دون غيره ليكونوا مسؤولين احترافيين في حالات الطوارئ.

فما شهدته المبادرات الفردية في تنظيم الحركة المرورية عند انقطاع الكهرباء عمل يستوجب منِّا شكر كل من قام به من المواطنين لكننا نراه ناقصا للكفاءة أو التصريح أو التأهيل أو حتى الشمولية في كل محافظات السلطنة فلو كان أولئك الأشخاص هم من بين خريجي برنامج من برامج شرطة عُمان السلطانية وضمن قائمة الأفراد الذي تم تدريبهم وتأهيلهم والمرخص لهم تنظيم الحركة المرورية في حالات الطوارئ لكان الحال احترافيا دون شك. كما إنه لو كان هناك أفراد آخرين تم تدريبهم على مراقبة الحارات والطرقات والمساعدة في حفظ الأمن في مناطق حلك فيها الليل وانقطعت بها الكهرباء لكان خيراً لسكان كل منطقة وحارة. ومما لا بد منه في مثل هذه المهمات حصولهم على شهادات احتراف وبطاقات تنفيذ تلك المهام، لقد وضعنا بعض المقترحات التي تخص شرطة عمان السلطانية، لكن هناك من المهام التي تحتاجها الكثير من الدوائر والوحدات الحكومية الأخرى في حالات الطوارئ ولتفتش كل وحدة عن هذه الاحتياجات ولتفتح باب التسجيل للراغبين فيها وليتم تدريبهم وتأهيلهم ومنحهم التصاريح اللازمة وبها تضمن انسيابية العمل في حالات الطوارئ .

نؤمن تمامًا بأننا دائما ما تساعدنا حالات الطوارئ في اكتشاف الثغرات والنواقص التي يستوجب علينا الانتباه لها ومعالجتها ومنها ما لاحظناه وتحققنا منه في الحالة الأخيرة يوم انقطعت الكهرباء فإذا كانت كل مسببات انقطاع الكهرباء الأخيرة هي فنية بحتة فإن مسببات انقطاع ما تبعها من خدمات هي إنسانية بحتة، فأين المؤسسات المسؤولة عن كل تصاريح الخدمات التي انقطعت من مجرد انقطاع الكهرباء وكان بالإمكان عند انقطاع الكهرباء وحدها الحد من الخسائر الأخرى؛ بل واستمرارية بعض الخدمات دون أي مشاكل مستحدثة تسببت بكثير من العراقيل الحياتية الأخرى. فلماذا توقفت عن العمل كل من محطات تعبئة الوقود والمولات التجارية والفنادق وأبراج الاتصالات وخدمات أخرى كالجوامع السلطانية مثلا؟؟

ببساطة هي تتوقف في كل حالة طوارئ واعتادت على هذا دون توجه المسؤولين إلى السبب الرئيسي في هذا التوقف ووضع انقطاع الكهرباء والقوة القاهرة هي السبب الأعظم، وهذا غير صحيح إطلاقًا، فلو كان هناك قانون أو لائحة تنظيمية في الوحدات الحكومية المختصة توجب على كل محطة تعبئة وقود وضع مولد طاقة احتياطي لما توقفت المحطة عن العمل، وهكذا هو الأمر في أبراج شركات الاتصالات والفنادق والمنتجعات والمجمعات التجارية والجوامع السلطانية والخدمات الأخرى. لهذا تجدنا في كل مرة يعلن فيها عن وجود عاصفة مدارية أو إعصار نتبع نفس السلوك في شحن البيوت بالأغراض والمستلزمات الضرورية والسيارات بالوقود ونضع في الحسبان الاستغناء عن الاتصالات ثم ننتظر الكهرباء حتى تنقطع وبها اكتملت الدائرة، ونستمر في هذا إلى أن تعود الكهرباء.