عام دراسيّ أطلَّنا وأظلَّنا‎‎

د. حميد بن مهنا المعمري

halmamaree@gmail.com

 

ليس سرا يُخفى أنّ غدًا الأحد (28 أغسطس 2022) وما أدراك ما في غدٍ! ستزدحم الطُرقات وتفيض الشوارع من مركبات المعلمين والمعلمات وستعود الحياة للمدارس بعد ثبوت رؤية هلال العام الدراسي الجديد من قبل اللجنة المُكلفة بتحريه.

وبما أنّ اللجنة أعلنت ثبوت هلال العام الدراسي هذا المساء حينها يستوجب على الفور لا تراخي فيه من قِبَل كل المُعلمين والمعلمات إجابة النداء وامتثال الأمر وقبول الدعوة، والمسارعة والسعي بهمة ونشاط وعزيمة وثّابة إلى كعبة العلم الشريف (المدارس)؛ لتهيئة الأرض وحرثها ليبدأ غرس سنابل العلم والمعرفة وري سُنبلات الآداب الحميدة والأخلاق الرفيعة.

إنَّ كعبة العلم وأعني بذلك المدرسة التي يحج إليها الطلاب صباحا كل يوم أشبه بالمصنع الذي ينتج أنفس المنتوجات لديه؛ ذلك لأنَّ صناعة العقول وتوجيهها للبناء من أصعب المهمات، ومن تصدى لهذه المهمة لا ريب أنه يعاني ما يُعاني من المكابدة والمشقة ويبذل في تحقيق ذلك الغالي والنفيس، وينفق من وقته وصحته الكثير الكثير.

إنّ أول يومٍ عند المعلمين والمعلمات أشبه ما يكون بيوم صباح العيد؛ حيث يمتاز في بدايته بالتحية والتصافح والتقبيل ثم ماذا؟ ثم يبدأ تقسيم تركة الأنصبة بين المعلمين والمعلمات ورسم خارطة الطريق لعامٍ دراسيٍّ يمتاز بالنظام والاستقرار ليأتي الطلاب بعد أسبوع من التخطيط والاجتماعات واللقاءات وكلٌ قد عرف منهم صلاته وتسبيحه، بداية بالحافلة التي تأخذه من البيت وإلى المدرسة والعكس كذلك أيضًا، إلى جانب موقعه الجغرافي في المدرسة سواء كان صفه أو مقعده من ذلك الصف إلى إمكانية تسليمهم كتبهم الدراسية وجدول حصصهم اليومي.

ومدارس مديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة رائدة كعادتها في استعدادها المبكر لمثل هذا اليوم كغيرها من المحافظات التعليمية في السلطنة.

كل الشكر والتقدير للجميع على جهودهم المبذولة والتي سوف تبذل طوال العام الدراسي وكل عام والمعلمين والمعلمات والطلاب في تألق وتميز ونجاح.