حمود بن علي الحاتمي
alhatmihumood72@gmail.com
بعد صلاة المغرب، كنت أنا وفريش السيابي ومحمد الكندي -جيراني في قرية الخليو- في حوار وترقُّب للمَعَان البرق وهدير الرعد في أعالي دعن الرستاق، وفريش السيابي يؤكد أن المطر غزير سيكون هذه الليلة على وادي بني عوف، بحكم خبرته الطويلة لرصد الأمطار، وما هو غير بعيد، حتى توالت الأخبار عن قدوم وادي بني عوف في مشهد لم يؤلف من قبل، وتخطى ارتفاع شارع العلاية الذي يتعدَّى أربعة امتار، رغم اتساع الوادي، لتنطلق صفارات وتحذيرات الجهات المعنية بضرورة إخلاء السكان في الأماكن المتاخمة للوادي بقرى الغشب والطيخة.
لتأتي الصور بعدها في مشهد دخول الوادي للمزارع والمساكن والمساجد لتصبح الغشب على غير الذي كانت عليه بالأمس، وكان لزاما وواجبا علينا الاتصال بإخواننا وزملائنا هناك، بعضهم رد شاكرا، وبعضهم لا يزال مشغولا بإزالة ما يمكن إزالته من طين ومياه، والبعض الآخر يبحث عن سيارته.. ويحمد الله على النجاة بحاله قبل ماله.
ويتصدَّر فريق الرستاق 7 الخيري واللجنة الاجتماعية بالولاية المشهد، وأُعلن أنه منذ الساعة السادسة صباحا ستكون الفرق التطوعية في الموقع، ولبَّى شباب الرستاق النداء كما هو عهدهم وتأتيهم مناصرة من شباب عمان الآخرين.
الجهات الحكومية حصرت الأضرار في المرافق والممتلكات، وهي لديها الرؤية اليوم لعودة الحياة إلى طبيعتها -بإذن الله تعالى- لتكون أجمل بتعاون الجميع.
الغشب بحكم موقعها، تعرضت من قبل الأنواء المناخية، ومع التغيرات المناخية تظل معرضة لأنواء أخرى، هي وأيضا قرى الطيخة ووبل، وهنا رسالة موجهة لسعادة محافظ جنوب الباطنة فيها بعض المقترحات؛ ومنها:
- إنشاء سدود حماية لمسارات الأودية التي تصب في قرية الغشب؛ ومنها شرجة هنج وسد في وادي بني عوف.
- بناء سور حماية من الشبك والحجارة لبعض الأماكن في قرية الغشب.
- بناء مخطط سكني للمواطنين الواقعة مساكنهم على ضفاف الوادي مع بقاء المزارع قائمة وتعويضهم عن مساكنهم.
- مخاطبة الهيئة العامة لسوق المال لتعديل وثيقة التأمين لتشمل حالات غرق السيارات مع إضافة مبلغ.
- مخاطبة وزارة الزراعة والثروة السمكية لتقديم الدعم للمزارعين المتأثرة مزارعهم لتعود كما كانت.
- إعادة شارع الخليو-الغشب الحيوي لحالته الطبيعية، مع وضع بعض الحمايات الخرسانية والحجرية للأماكن التي يتكرر فيها تأثر الشارع بهبوط الأودية.
نقول لأهلنا في الغشب ستعودون أفضل، وستعود الغشب كما كانت أجمل وأجمل بأهلها ومزارعها وشوارعها وأزقتها، بجهود حكومتنا الرشيدة بقيادة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -يحفظه الله ويرعاه- الذي يحرص دائما على رعاية عمان وأهلها أيما رعاية واهتمام.