راشد الأبروي يبتكر أساليب جديدة لتسريع مراحل التعافي

مدرسة "فرسان عمان".. مشوار نجاح لتدريب ذوي الإعاقة على ركوب الخيل

الرؤية- محمود الجهوري

لم يحصر راشد الأبروي حب الخيل على نفسه، بل قرر أن يُسعد محبي الخيول من فئة ذوي الإعاقة، لأنه يرى أن ركوب الخيل يعد علاجا قويا لحالات مثل متلازمة داون ومتلازمة ويليان ومتلازمة أنجل مان وغيرها من الإعاقات المختلفة.

يقول راشد إن بدايته مع الخيل كانت بسيطة، حيث إنه كان يمتلك حصانين لتدريب أطفال عائلته على ركوب الخيل في ولاية السيب، ثم حول هذه الهواية إلى مشروع لتأجير الخيول والجولات السياحية على الشواطئ والأودية، مضيفًا أنه استعان ببعض الخيول من أصدقائه.

تطور المشروع وافتتح الأبروي مدرسة "فرسان عمان" في أكتوبر من عام 2021، وقرر تحقيق حلم الكثير من ذوي الإعاقة بركوب الخيل عن طريق تدريبهم وفق إجراءات السلامة العامة.

ويوضح أن ممرات مدرسة الفروسية معبّدة بحيث يستطيع ذوو الإعاقة الوصول إلى الإسطبلات بسهولة، بالإضافة إلى توفير دورات مياه مخصصة لهم وغرفة ألعاب للانتظار حتى قدوم أولياء الأمور بعد انتهاء التدريب، وكذلك يوجد مشرفون لمتابعة الأطفال.

ويؤكد أن المدرسة توفر للمتدربين كافة أدوات السلامة مثل الخوذة والفيست، وأنه لم يعاني أي متدرب من صعوبة في التحرك داخل المدرسة، كما أن مكان التدريب مهيأ بمظلة ونظام رذاذ للأجواء الحارة، وبها حواجز بلاستيكية لأغراض الأمن والسلامة، ويتوفر ممرضة في المدرسة للتعامل مع أي حالة طارئة.

وقبل الانضمام إلى مدرسة "فرسان عمان" يجب فحص الطفل في مركز علاجي ويتيح له الطبيب ركوب الخيل ويختار المشرفون أنواعا هائدة من الخيول، وفي حال إصابة أي متدرب تتعامل الممرضة مع الحالة مباشرة كما أن المتدربين يتلقون دورة في الإسعافات الأولية.

ويقول راشد: "هناك اختلاف في تدريب كل طفل من أطفال ذوي الإعاقة على حسب نوع إعاقته، سواء كانت إعاقته سمعية أو بصرية أو جسدية أو عقلية، ففي الجانب السمعي هناك مجموعة من ذوي الإعاقة السمعية يتم تعليمهم كيفية ركوب الخيل عبر مساعدة بعض الشباب المتطوعين ممن يتواصلون بلغة الإشارة"

ويضيف: "بخصوص الإعاقة البصرية يعتمد المتدرب على حاسة السمع لتنفيذ ما يطلب منه أثناء ركوب الخيل، وفي البداية يستخدم معه اللمس بحيث يمسك بيده، ويجعلونه يتحسس الخيل واللجام، وهناك من ذوي الإعاقة البصرية من كان يأتي زيارات للمدرسة وفاز بالمركز الأول في سباق الماراثون، وهو المتسابق خميس الشرجي".

وتوفر المدرسة سرجا خاصا لذوي الإعاقة الجسدية، به مسندة "تكية" وحزامان للأمان الأول في منطقة البطن، والثاني في منطقة الرجل، لأن البعض لا يستطيعون التوازن من أول مرة، ويتطلب الأمر في المرة الأولى أربعة مساعدين إلى أن يتأقلم المتدرب على الوضع، ويزيد عندهم التوازن حتى يصبح عدد المساعدين واحدا فقط، وأحيانا يقوم المتدرب بالجلوس على الخيل دون سرج لأنَّ درجة حرارة الخيل أعلى من درجة حرارة الإنسان بواحد ونصف درجة سيليزية فتنتقل درجة حرارة الخيل إلى الإنسان مما يؤدي إلى تعافيه، ويؤكد الأبروي وجود حالات تعافي من الإعاقة الجذعية بعد التدرب على ركوب الخيل.

ويشير إلى أن المدرسة استقبلت حالة من المصابين بمتلازمة "أنجل مان" حيث يكون المصاب كثير الضحك وعنيف وقواه العقلية غير متوازنة مع قواه الجسدية ولا يستطيع المشي، موضحا: "عندما أتت هذه الحالة بدأت معه بتكوين علاقة صداقة بحيث صار يفرح عندما يأتي لحصص الفروسية، وبعد جلسات لتقريبه من الخيل بدأ بركوب الخيل والمشي به، وهذا الطفل استمر سنتين حتى استطاع المشي والجري دون مساعدة، ولأنه كان ضعيف الشخصية ولا يستطيع التحرك دون أن يمسك أحد والديه يده، كان الأبروي يستخدم معه طرق تمويهية باستخدام حبل يمسك به ويمشي وراه حتى يتعود على شيء مختلف غير مسك اليدين".

واستطاع راشد أن ينمي مهارات التعامل مع فئة ذوي الإعاقة من خلال موقع يوتيوب وقراءة العديد من الكتب والمقالات والاطلاع على المصادر الأجنبية، مضيفا: "لدينا العديد من الأدوات المناسبة مثل سرج كبير به مقبض يسموه بسرج "الكاو بوي" وهذا السرج يتحمل أوزانا كبيرة، وعندنا سرج آخر به مقبض، والسروج العربية العمانية التي تفيد بعض الحالات فهي تساعد على التوازن لأنها على شكل وسادة من المنتصف، وركبنا فيها من حالات متلازمة داون وخرجنا معهم في جولات خارجية".

ويتابع أن المدرسة تعاني من نقص في السروج وأن المتوفر عليه ضغط كبير كما أنَّ هناك نقصا في عدد الخيول التي تتناسب مع هذه الفئة وبعض أدوات السلامة.

تعليق عبر الفيس بوك