خالد بن سعد الشنفري
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما وإن الله قد أبدلكم يومين خيرًا منهما: يوم الفطر ويوم النحر"، وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وليس للمسلمين في هذه الدنيا إلا هذه الأعياد الثلاثة.
وقد شرع الله لنا في العيد التكبير من أول ليلة العيد وحتى صلاة العيد لقوله تعالى: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ".
ويجهر الرجال بالتكبير في المساجد والبيوت والأسواق والنساء بصوت خافتٍ، وكنا حتى ستينيات القرن الماضي أقرب إلى هذه الشعيرة، لكن اليوم للأسف كادت تختفي حتى في مساجدنا، إلا السفين الأول أو الثاني، وبصوت خافت وعلى استحياء!
التهنئة بالعيد
العيد فرحة المسلمين يتكرر مرتين في العام، ويأتي بعد أدائهم للطاعات وللعبادات لرضاة ربهم، وهي 3 أيام شكر وذكر وتهليل وتكبير وتبادل التهاني والتبريكات فيما بينهم.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض "تقبل الله منا ومنك". وكنا نحرص سابقًا على هذه الزيارات للتهنئة بالعيد لكل رحم وقريب وصديق وجار، ونقطع لذلك المسافات مشيًا على الأقدام لنشاركهم هذه الفرحة ومشاركتهم على الأقل بتذوق ولو قطعة من الحلوى الظفارية (كانت معظم الأسر تصنعها في البيت) أو بخور العيد، ويُصنع كذلك في البيت، ويسعدُ أهل البيت الذي تعاودهم من استحسانك لحلوتهم وبخورهم، وكانت سنة حميدة.. واليوم للأسف بدأت في التناقص رغم كثرة مواصلاتنا وسرعتها، وأصبحنا نعتمد على تهاني الواتساب!
هدية العيد
العيدية عادة إسلامية قديمة حميدة، وتعد من محاسن الأخلاق وتكون عادة من الكبار للصغار الذين ينتظرونها ويفرحون بإحصاء غنائمهم منها، وهي محبة ورحمة من كل ذي رحم حتى للكبار ممن ليس لهم دخل ثابت، والحمد لله أن هذه العادة ما زالت مستمرة لدينا؛ بل وفي ازدياد، وأصبحت عرفًا بيننا تزايدت مع ارتفاع مستوى أوضاعنا المعيشية، ونأمل التشبث بها ففيها الخير للجميع.
وأذكر هنا قصة، أن المسلمين دخلوا في يوم العيد ليهنئوا أمير المؤمنين الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، فلما انصرف الرجال ودخل الغلمان، كان من بينهم ابن الخليفة، وهو يلبس ثيابًا قديمة وأبناء الرعية يلبسون الجديد، فبكى عمر، فتقدم إليه هذا الابن المبارك، فقال له: يا أبتاه ما الذي طأطأ برأسك وأبكاك؟ قال: لا شيء يا بني سوى أني خشيت أن ينكسر قلبك وأنت بين أقرانك وهم يلبسون الجديد، فقال الغلام لأبيه: أبتاه.. إنما ينكسر قلب من عرف الله فعصاه، وعق أمه وأباه، أما أنا فلا والله.
إنما العيد لمن أطاع الله
ليس العيد لمن لبس الجديد