28 من أبريل

 

 

◄ يعزز الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل جهود الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

مؤكد أنَّ عنوان المقال يشير إلى مُناسبة لها دلالاتها وهناك من يهتم لأمرها على الصعيدين الوطني والدولي، ولكن هل يا تُرى هذه المناسبة معروفة لدى الجميع أو لدى فئة محدودة وهي من يهمها الأمر فقط؟

في الحقيقة هي مناسبة يعرفها المهتمون والمشتغلون في مجال السلامة والصحة المهنية، وكذلك المهندسون والفنيون وأطباء المهن حول العالم، إنه "اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية" الذي يُعد أحد أيام الأمم المتحدة والمدونة في روزمانة منظمة العمل الدولية، والذي يُحتفل به على الصعيد العالمي في هذا التاريخ منذ عام 2003؛ حيث تحتفل منظمة العمل الدولية بهذا اليوم العالمي، مشددة على الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية في مكان العمل مستفيدة من قوانينها التقليدية في العملية الثلاثية بين (الحكومات واتحادات ونقابات العمّال والمنظمات الممثلة لأصحاب العمل)، وتهتم منظمة العمل الدولية بأن تضع شعارًا لكل عام يتناسب مع الأوضاع عمومًا ويحمل شعار العام الحالي 2022 عنوان "العمل معًا لبناء ثقافة إيجابية للسلامة والصحة".

ويعزز الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل جهود الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية على الصعيد العالمي وهو يعتبر أيضًا حملة يراد بها رفع مستوى الوعي لأجل تركيز الاهتمام على حجم المشكلة وكيفية تعزيز وبناء ثقافة السلامة والصحة المهنية والتي من الممكن أن تساعد في الحد من وقوع الإصابات والوفيات المرتبطة بأماكن العمل.

وعلى كل حال فإنَّ منع وقوع الحوادث في أماكن العمل يعتبر مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع سواء الجهات الحكومية المشرفة أو أصحاب الأعمال أو العمال أنفسهم، وكما هو معلوم بأن مسؤولية التشريع ووضع البنية الهيكلية للقوانين والخدمات تقع على عاتق الحكومات حول العالم فإنه في بلادنا سلطنة عُمان تطرّق قانون العمل العُماني من خلال الباب السادس إلى الأمن الصناعي، وكذلك اللائحة التنظيمية لتدابير السلامة والصحة المهنية في المنشآت الخاضعة لقانون العمل والصادرة بالقرار الوزاري رقم (286/ 2008)، وكذلك المعايير الموحدة الخاصة بالسلامة في مختلف قطاعات أعمال النفط والغاز والتابعة للجمعية العُمانية للخدمات النفطية "أوبال"؛ حيث يتم تطبيق تشريعات السلامة والصحة المهنية في مختلف قطاعات الأعمال والصناعة بسلطنة عُمان لأجل ضمان السيطرة على مخاطر بيئات العمل والحد منها والتي تساهم في الحفاظ على سلامة وصحة العاملين من مخاطر الحوادث والأمراض المرتبطة بالمهن والصناعات وكذلك تساهم في الحفاظ على أصول المنشآت وتعظيم العائد منها.

ولأن تطبيق تشريعات السلامة والصحة المهنية على منشآت القطاع الخاص يتطلب التأكد من الالتزام فإن وزارة العمل تعمل من خلال مفتشي السلامة والصحة المهنية لديها من التحقق من التزام المنشآت الخاضعة لأحكام قانون العمل بهذه التشريعات وذلك لضمان سلامة العاملين، وتعمل الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية على تغطية بدلات الانقطاع عن العمل والتعويضات ومختلف المنافع الخاصة بالمؤمن عليهم العُمانيين العاملين في القطاع الخاص ممن يتعرضون لحوادث أثناء أو بسببه ويتخلف عنها أضرار لديهم وفقًا لأحكام قانون التأمينات الاجتماعية.

ويأتي شعار المناسبة لهذا العام "العمل معًا لبناء ثقافة إيجابية للسلامة والصحة"؛ ليؤكد على ضرورة مشاركة قطاعات الإنتاج الثلاثة في الحوار معًا لمناقشة تطبيق سياسات السلامة والصحة المهنية المطبقة في أماكن العمل كما لا بد من تحديث هذه السياسات بما يتناسب مع القوانين ذات العلاقة داخل السلطنة والتشريعات الدولية المعتمدة عالميًا، ومن الضروري جدًا أن تكون ثقافة السلامة والصحة المهنية سائدة بين العاملين في مختلف المنشآت حتى الحكومية منها وذلك لأن مخاطر بيئة العمل لا تقتصر على منشآت القطاع الخاص دون غيرها مع وجود إختلاف في مستوى الخطر من قطاع إلى آخر وهنا لا بد للوحدات الحكومية الإلتفات إلى سياسات السلامة والصحة المهنية المعتمدة لدينا والبناء عليها بما يتناسب ومواقع العمل في مختلف القطاعات الحكومية لضمان بيئة عمل خالية من المخاطر تضمن سلامة الموظفين ومرتادي هذه المؤسسات.

وأخيرًا.. فإن اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية يُعد أيضًا مناسبة لجلوس المختصين سويًا والتذكير بأهمية هذه المناسبة ودعم كل المقترحات والأفكار الرامية لتطوير تشريعات السلامة والصحة المهنية المعتمدة والتي من شأنها تحقيق سُبل الوقاية لضمان بيئة عمل آمنة للعاملين، والعمل على إقامة الفعاليات التي تساهم في رفع مستوى الوعي لدى العاملين في منشآت القطاع الخاص.