طالب المقبالي
يُقال إن الصعود إلى القمة سهل، لكن البقاء فيها صعب.. وهذا قول معهود منذ قديم الزمان، ونراه يتحقق في كثير من مناحي الحياة.
نادي الرستاق الرياضي بذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق الحلم لنيل كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم، ولكن كرة القدم ماكرة، وقد تدير ظهرها عنك في خضم الانسجام معها والتعامل معها بكل ما أوتيت من إمكانيات، فهناك تبقى الحظوظ، ولا نقول إن نادي السيب أفضل أداءً من نادي الرستاق، وإن كان قد حقق الكأس ثلاث مرات قبل الكأس الأخيرة.
فالبعض يقول إن الخبرة قد لعبت دورها في نتيجة المباراة، وأنا أخالف هذا الرأي وهذا المنطق، فالرستاق تخطى نادي ظفار الأكثر عراقة والأكثر فوزًا بالكأس من نادي السيب، فأين هي الخبرة؟ لقد ضاعت بين أقدام الطموح والعزيمة والإصرار على نيل اللقب بالكأس الغالية.
أنا لست رياضيًا كلاعب في وقتنا الحاضر، ولكنني كنت لاعبًا في صغري، وكنت في شبابي رئيس فريق رياضي تابع لنادي الرستاق الرياضي، ولكنني من عشاق كرة القدم ومتابع بامتياز، وأحرص على متابعة الدوري العماني والأوروبي والدوري الإسباني بصفة خاصة، ومن مُؤيدي نادي برشلونة الإسباني، ولهذا فإنَّ نظرتي القاصرة توحي إليّ بأن الثقة في التغلب على السيب هي إحدى أسباب خسارة الكأس كوننا تغلبنا من قبل على نادي ظفار العريق.
فلعلها لعبت دورًا في الهزيمة وضعف الأداء أثناء المباراة. هذا ما يتعلق بالمباراة الختامية للكأس الغالية، ولا أخفيكم أنني منذ الشوط الأول قلت لمن كانوا يتابعون معي تلك المباراة بأنَّ الكأس سيباوية.
المهم ذلك تاريخ وانتهى ويكفي نادي الرستاق فخرًا أنه يصل للنهائي لأوَّل مرة في تاريخه وهذا بحد ذاته إنجاز كبير. أما ما بعد ذلك وما بعد الكأس فهذا هو موضوعنا، فالخسائر المتوالية بعد مسابقة الكأس تحتاج إلى وقفة، ووقفة متأنية وقراءة لما وراء تلك الخسائر.
أنا أعرف والكل يعرف أنَّ غالبية اللاعبين من خارج ولاية الرستاق، وبعضهم من خارج سلطنة عُمان، وقد ضخ النادي مبالغ باهظة لشراء اللاعبين ودفع مستحقاتهم الشهرية ومكافآتهم الأخرى عند الفوز في المباريات المؤهلة التي يفوز فيها النادي منذ دور الـ16، وذلك من أجل تحقيق هدف الفوز بالكأس.
هؤلاء اللاعبين الذين قدموا من خلف بوابة الرستاق بعضهم انتقل للاحتراف في دول الخليج، فاللاعب يختار من سيدفع أكثر ولا يهمه نادي الرستاق أو غيره، لأنه جاء بصفقة وغادر بصفقة أكبر، كذلك بعض اللاعبين عادوا إلى نواديهم الأصلية أو انتقلوا إلى نواد أخرى دفعت أكثر.
وهنا يغيب عن الأذهان والتفكير دعم الناشئة من أبناء الولاية والبحث عنهم في الحارات والأزقة وضمهم إلى صفوف الأشبال والناشئين في النادي لخلق أجيال متعاقبة من اللاعبين الأشبال ثم الناشئين ثم الشباب لتطعيم الفريق الأول والإنفاق عليهم أفضل من الإنفاق على لاعب يُغادر النادي مع أول عرض مُجز يعرض عليه. لذا يجب الاهتمام بالأعمار السنية من أبناء الولاية، فالدم والانتماء دافع للعطاء أفضل من لاعب لا تربطه بالنادي غير المادة، ومتى ما فقدت المادة رحل.