سالم بن نجيم البادي
لن أخوض في تاريخ العلاقة بين السلطة والمثقف وهي في الغالب علاقة متأزمة، خاصة في الأنظمة القمعية التي تحاول أن تسخر المثقف حتى يُسبح بحمدها ويُمجد طغيانها ويزين قبحها، وإلا فهو من المغضوب عليهم وهو في السجون أو المنافي أو يعاني من تشويه السمعة ووصفه بأقذع الأوصاف؛ ومنها الخيانة والتحريض وتعكير أمن وسلام المجتمع والتخابر أو الولاء لجهات أجنبية تريد الكيد بالوطن!
وقد يصل الأمر إلى اغتيال المثقف للتخلص من الصداع الذي يسببه للسلطة، على أن الأمر في بلدنا يختلف بفضل الله ثم حكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والإرث الخالد للسلطان الراحل السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه؛ حيث توجد مساحة لا بأس بها من الحرية للمثقف والكاتب، مع التسامح والأريحية في التعامل والعفو والصفح عن الهفوات والتجاوزات إن حدثت من المثقف في حدود حرية الرأي.
واليوم أتحدث هنا عن كتاب المقالات في الصحف في بلدنا تلك المقالات المتوازنة المستندة إلى الحقائق والوقائع والأدلة، والبعيدة عن التهويل والمبالغة وإثارة الرأي العام وتجييش الناس وغض الطرف عن المنجزات وتضخيم الإخفاقات واستغلال عواطف الناس وحاجاتهم.
ومع وجود الرقيب الذاتي عند الكاتب ثم رقيب الجريدة حسب توجهها ومراعاة للظروف التي هي أعلم بها، والرقيب موجود وإن كان بدرجات متفاوتة في كل الصحف حول العالم، وليس عندنا فقط فلا توجد حرية مطلقة. لكن السؤال الذي يطارني دائمًا وبعد أن أكتب مقالا عن قضايا الناس هو هل تواصلوا معك؟ ماذا قالوا لك؟ ويقصدون المسؤولين الذين بأيديهم الحل والربط في مواضيع الناس التي أكتب عنها. والإجابة تكون دائما: "لا.. لم يتواصل معي أحد".
وهنا يُطرح السؤال عن علاقة المسوؤل مع كاتب الرأي في الصحف، هل هي قائمة على التطنيش واللامبالاة أو حتى الاستخفاف وغياب الاحترام؟ أم أنَّ المسؤول لا يقرأ، ونقوم أحيانا بعمل "منشن" لتلك الجهة المختصة؟
ومع أن الكاتب لا يطلب شيئاً لنفسه ولا لجهته ولا يقدح من رأسه، وإنما ينقل معاناة الناس وفي أحيان كثيرة يطلبون منه الكتابة عن قضاياهم.
كان يمكن للمسؤول أن يكلف أحد الموظفين بالتواصل مع الكاتب وأن يشرح له الأسباب التي تعيق حل المشكلة أو أن يعده بحلها!
وضحي يتحدث عن نفسه ولا يعلم عن أحوال زملائه الكتاب، هل يتم التواصل معهم والرد عليهم أم لا؟!
وحين يخبر ضحي الناس عن عدم وجود تفاعل من المسؤولين مع ما يكتب يقولون له "بس أنت لا تيأس.. استمر".
ولأن ضحي يؤمن بأهمية الكلمة في التغيير نحو الأفضل فهو مستمر في الكتابة رغم كل هذا التجاهل!