اللجان الإعلامية

 

محمد بن علي الرواحي

للإعلام دور في إبراز الفعاليات، والمناشط المُختلفة التي تنفذ في محافظات السلطنة وولاياتها، وإذا ما وجد الإعلام الفاعل، الناقل لكل تلك التفاصيل باحترافية، ومهنية عالية، سيظهر العمل من الصورة المتخذة كل زوايا المكان، والعرض المرئي الذي يوثق تلك اللحظات، والكلمة التي تسهم في صياغة خبر يحمل كل الرؤى، والأبعاد.

والمتابع للجان الإعلامية، والدوائر الإعلامية بالمؤسسات وجهودها الكبيرة؛ لأجل إظهار كل ما يدور في جنبات مُؤسساتها، بحسب الإمكانات، والقدرات المتوفرة للمشتغلين على هذه الجهود، وما يجب أن يتعرف عليه المُتابع أن الإعلام عمل مضنٍ، ويحتاج مشتغليه لنفس طويل، ويحتاج كثيرًا من التضحيات، والمبادرات؛ حتى يستمر، ويكون بنفس المستوى، والجودة، لذا يجب أن نرصد لهذا الجانب الأهم المخصصات المالية التي تعينه في أداء مهامه بتفاصيله الدقيقة، لكن ما نراه أنَّ الجانب الإعلامي هو الحلقة الأضعف في تلك المخصصات، وهذا بدروه يُقلل من الحضور، ويجعل تلك اللجان يخفت بريقها، ويقل حضورها، ويقتصر عملها في بعض الفعاليات، وبقية الفعاليات مُغيبة.

من الأمور التي ساعدت اللجان، والدوائر الإعلامية، وجود الفرق الإعلامية المتسلحة بالكادر البشري المتمكن، والتجهيزات الفنية العالية التي تصنع من الحدث عملًا مُختلفًا، ولكن نعود إلى نفس النقطة، هي نقطة الدعم المالي، ومعاملة هذه الفرق الإعلامية تطوعية، لذا يجب أن نقف وقفة صادقة، الفريق الإعلامي يحتاج إلى المال حتى يخرج العمل بحلة زاهية، فيحق لهذا المشتغل مقابل مالي نظير عمله لتلك الساعات الطوال، فالفريق في حاجة إلى أدوات، ومعدات مختلفة حتى يقدم الصورة بشكل احترافي، ولا يستطيع أن يوفر تلك الإمكانات إلا بوجود المادة التي تصنع بالتأكيد فارقًا في كيفية نقل الحدث، فيجب أن تعامل هذه الفرق الإعلامية كمؤسسة لتجويد العمل، وتأطير هذه الفرق ببعض المحددات، والاشتراطات للأعمال التي تنفذها.

لذا هي دعوة للمؤسسات الحكومية، والخاصة، والمجتمع المدني، والأفراد تقدير الجهود التي تبذل في أي عمل إعلامي، وإن العمل الإعلامي قبل أن يخرج للمتابع يمر بعدد من المراحل، والأعمال التي تحتاج إلى اشتغال يكتنفه التفكير، والتركيز، لربما عمل قصير لا يتعدى دقيقتين يأخذ وقتًا ما يقدر بأيام بدءًا من وضع سيناريو العمل، والكلمات التي سترافقه، والتصوير وزواياه، ومواقفه، وحكاياته، والصوت وتنقيته، وإداراته، والمونتاج والتركيز الذي يصحبه ليخرج العمل بشكل لافت، وجاذب.

هنا يجب إنصاف العمل الإعلامي من خلال التعامل معه كمؤسسة؛ حتى يجد المميز، والمختلف، والإبداعي، ستظهر الجهود الإعلامية بالمظهر الذي سيكون مدعاة فخر، واعتزاز للجميع.

تعليق عبر الفيس بوك