طالب المقبالي
لا شك أنَّ العنوان قد شدكم وتودون معرفة سرّ هذا العنوان، وليت الجهات المعنية بالأمر يشدها العنوان، وتشمر عن ساعد الجد، وتشد الهمم لحل المشكلة.
نعم لدينا نسخة ولكن ليست طبق الأصل لمثلث برمودا وإنما النتيجة واحدة، فمثلث برمودا يبتلع السفن بمن فيها، وهذا المثلث يبتلع المركبات والسيارات بمن فيها، وقد كتبنا عنه الكثير، وقد طالب الأهالي مراراً وتكراراً بمعالجته ولكن جميع المناشدات والمطالبات باءت بالفشل رغم وجود الوعود التي يعتبرها كثير من الأهالي بالمسكنات لا أكثر.
مثلث برمودا العماني أُطلق عليه مسمى آخر من قبل السكان وأهالي ولاية الرستاق بصفة عامة، وأهالي قرية المسفاة بصفة خاصة. أعتقد الآن بدأت تتضح الرؤية لديكم، خاصة إن قلت لكم، أو أفصحت عن المسمى الذي أطلق على هذا المثلث، أنه (مثلث الموت) مثلث المسفاة بولاية الرستاق، هذا المثلث حصد عدد من الأرواح، وخلف عددا من الإصابات البليغة والخفيفة، وتسبب في خسائر كثيرة في ممتلكات المواطنين. هذا المثلث للأسف الشديد كان يرتاده يومياً سعادة محافظ جنوب الباطنة للذهاب إلى عمله لمدة ست سنوات أو أكثر.
لا أقول إن سعادته لم يفعل شيئًا، ولكن ربما لم تكن هناك جدية كبيرة للمطالبة بإلحاح شديد في تنفيذه، أو إيجاد حل لمشكلة هذا المثلث، والدليل على ذلك أنها أسندت مناقصة لإنشاء دوار بديلاً عن المثلث المشؤوم وذلك تزامناً مع طرح مناقصة في ذات الوقت لإنشاء دوار في ولاية العوابي. الفارق أن دوار ولاية العوابي وجد من يحرك المياه الراكدة من حوله فأنشئ الدوار، ويبقى تنفيذ دوار المسفاة في غياهب النسيان.
أنا لا أحمل المحافظ السابق المسؤولية وحده، وإنما أحمل المسؤولية لأعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي، وشيوخ ولاية الرستاق، وأصحاب النفوذ فيها.
فلو كانت هناك جدية صادقه للمتابعة والإلحاح لما تأخر تنفيذ هذا الدوار، أو إيجاد بديل آخر عنه كإنشاء نفق شبيه بنفقي حي النهضة ومنطقه المساكن الاجتماعية، أو طريق التفافي شبيه بتلك التي أنشئت بديلاً لدوارات طريق الباطنة.
الملاحظ هنا أنَّ سعادة المحافظ الجديد قد توجس الخطر من هذا المثلث الخطير، فنقل مكتبه من هذه القرية التي لا يمتلك أهاليها المقدرة على نقل سكناهم منها لأنها وطنهم الذي ولدوا ونشأوا بين أزقته وحاراته، واستظلوا تحت ظلال نخيله، وشربوا من مياه أفلاجه المتدفقة، فمغادرة الوطن لا تتم إلا إذا تعرض الوطن لنكبة من النكبات الطبيعية وغير الطبية لا سمح الله، ولذلك فهم باقون رغم الخطر المحدق بهم جميعًا.
ومن باب المصادفة الغريبة أن سعادة المحافظ يستأجر مكتبًا له بقرية الشبيكة بمواجهة مثلث الشبيكة، وهو شبيه بمثلث المسفاة، وتقع عليه حوادث كثيرة، إلا أنها أقل من حوادث مثلث المسفاة، وهناك مطالبات بإيجاد حل لهذا المثلث، الذي أصبح ذا أهمية كبرى، خصوصاً بعد إنشاء مجمع الرستاق الرياضي، وعدد من المؤسسات الحكومية كوزارة العمل وشرطة عُمان السلطانية التي تقدم خدماتها المختلفة للمواطنين في تلك المنطقة، ويزداد الطلب إلحاحاً لإيجاد حل لهذا المثلث لمجاورة مكتب سعادة المحافظ الجديد له.
فسعادة المحافظ الذي لم ألتقيه بعد والذي أوجه إليه التحية قد استطاع وبأسرع ما يمكن أن يهيئ مكتبه الجديد فينشئ مدخلًا خاصًا لمكتبة وفق الاشتراطات المرورية بعمل تخزينتين للدخول والخروج، وهذا مكلف، وهنا نستنتج أنه كان بالإمكان إيجاد حل سريع لمثلث المسفاة في وقت مبكر تزامنًا مع وجود المكتب في قرية المسفاة.
ولكن شاءت قدرة الله تعالى أن تبقى قضية هذا المثلث معلقة ومرهونة بإعادة تأهيل طريق "الحزم- الوشيل" التي تتناقل الأخبار أنه أدرج ضمن الخطة القادمة، ونتمنى أن تكون تلك الخطة قريبة.