البريمي في انتظار زيارة أصحاب المعالي

د. حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

     

الحديث عن مدينة البريمي حديث ذو شجون؛ حيث يُذكرني بقول الشيخ أبوبكر القهستاني (تَذَكَّرَ نَجْدًا والحديثُ شُجونُ // فَجُنَّ اشْتِيَاقًا والجُنُوُنُ فُنُونُ).. وهذه المدينة- كحالي- لها محبيها وعشاقها من الداخل والخارج؛ لذلك في السابق قدِم إليها النَّاس من كل ولايات ومحافظات السلطنة، وتأكيداً لذلك تجد تكوين سكانها اليوم من مُختلف القبائل العمانية؛ إذ قدموا إليها لموقعها المتميز ونشاط تجارة أسواقها منذ أمد طويل.

وحتى اليوم ما زال بعض كبار السن معنا في ولاية صحار لا يشترون القهوة والأرز (العيش) والبهارات وبعض السلع إلا من سوق البريمي، وذكر الكاتب أحمد البادي وصف جميل للبريمي في كتابه "البريمي.. تاريخ وحضارة"، حين قال إنها عرفت التجارة قبل أن تعرف الزراعة، شهرتها ومكانتها جعلا لها أسماءً كثيرة مثل: تُوام، أرضُ الجوَّ، البريمي، الواحة الخضراءُ، والجوف، وغيرها من الأسماء التي كانت تحمل معنى لعظمة هذه المنطقة.

الذي أشعل فيني هاجس الحنين والكتابة لهذه المدينة زيارتي لها الجمعة الماضية، إلا أنه أحزنني وآلمني خلال جولتي وأنا أستشعر أنين الأسواق والمربعات التجارية والمنطقة الصناعية، وكثرة اللوحات التي تدعو للإيجار يقابلها قلة أعداد المستأجرين، مع العلم بأنّ هذه المدينة كانت شعلة نشاط في مختلف التجارات، الكل كان يقصدها إن لم يكن للتسوق، فإن تميز مطاعمها ومحلات العطور والعود وزيارة معالمها التاريخية متعة أخرى، وكان الزائر يحرص على وضعها ضمن جدوله عند قدومه لهذه المدينة، لذلك الحدث الهام والجميل الذي أسعدنا وشهدته جارة البريمي ولاية محضة بزيارة أصحاب المعالي الوزراء لنيابة الروضة، بهدف إنشاء المنطقة الاقتصادية في هذه النيابة الجميلة التي يأمل من وجودها تنشيط الحركة الزراعية والتجارية والسياحية. وضعت لي ولمحبي ولسكان البريمي آمال وتفاؤل في نسخة أخرى لهذه الزيارة مخصصة لإنعاش الحركة التجارية والاقتصادية والسياحية للبريمي، وهو ما كانت تشتهر به سابقاً، وأنا على يقين تام بأن مجلس الوزراء الموقر واضع مثل هذه الخطة التنموية لهذه المنطقة، ولكن كلنا أمل بتعجيل هذه الخطة والزيارة المرتقبة من الوزراء والمختصين لتكون خطة متوازية بين محضة والبريمي لإيجاد حراك اقتصادي يسهم في رفد اقتصاد الوطن ويفتح فرصا وظيفية عديدة لشباب البلد.

قبل الختام.. أود أن أطرح التفاؤل والطمأنينة للقارئ العزيز، حيث توجد مقومات كبيرة ستُساهم بإذن الله في جعل البريمي منطقة تستقطب الجميع، خصوصًا بعد إلغاء المراكز الحدودية التي كانت تفصل البريمي عن بقية المحافظات، إضافة لموقعها الاستراتيجي الذي يرتبط بعدة طرق داخلية رئيسية في السلطنة ومجاورتها لعدة إمارات في الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة، كذلك هناك عامل آخر يتمثل في شهرة أسواقها التجارية كسوق البريمي وسوق حماسة الذي نأمل أن تقوم الجهات المختصة بسرعة ترميمه وإحياء سوق وحارة حماسة القديمة؛ حيث عرف بأنه من الأسواق القوية والمزدهرة والمكتظة بالمتسوقين في المنطقة، ومن المؤلم تركه هكذا تضرب به الرياح، مع أنه يحمل بين جنباته تاريخًا قديمًا ومهيأً ليكون مزارًا سياحيًا من الطراز الأول، إضافة للحصون والقلاع والواحات الخضراء والأفلاج التي تشتهر بها البريمي، والأمل الكبير بعد التوكل على الله هو أننا جميعاً متفائلون بالحراك الجميل الذي يقوده سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي مُحافظ البريمي مع فريق العمل بالمحافظة؛ للنهوض بالحركة التنموية والاقتصادية والتجارية والسياحية بالبريمي على وجه الخصوص، وبالمحافظة بشكل عام، مع مطالبتنا مجلس الوزراء الموقر بتعجيل دعم المكان بمشاريع تجارية وسياحية وترفيهية مع تنفيذ مهرجانات متنوعة في البريمي، بهدف استقطاب السياح من كل مكان وبالتالي إنعاش الحركة التجارية والاقتصادية بالمنطقة.. والبريمي والجميع في انتظار زيارة أصحاب المعالي الوزراء المرتقبة بإذن الله تعالى.