مشاريع جائزة بلعرب للتصميم المعماري.. متى ترى النور؟

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

اختتمت مُؤخرًا جائزة بلعرب بن هيثم بن طارق للتصميم المعماري في نسختها الأولى، والتي جاءت انسجامًا مع رؤية وتطلعات السلطنة المستقبلية في تطوير مناطقها الحضارية وميادينها العامة ومزاراتها السياحية معماريًا وإحياء فن العمارة العمانية الفريدة من جديد وبما يتناسب مع البيئة الجغرافية المحيطة والهوية الحضارية العمانية الأصيلة.

وأجاد منظمو الجائزة حينما تم استهداف الشباب العُماني للمشاركة في الجائزة والمتخصص في مجالات العمارة والتصميم والتخطيط الحضري والأجمل حينما أتيحت الفرصة لجيل الشباب من أعمار 35 عامًا بمن فيهم شريحة الباحثين عن عمل وفئة الطلاب ممن لديهم الشغف بموضوع الجائزة ومشاركة جيل الغد في تصميم مستقبل عمان المعماري يعني الكثير لهم بكل تأكيد.

لقد جاءت فكرة الجائزة بشكل جذاب من خلال دعوة المصممين والمهندسين المعماريين والمهتمين بفنون العمارة لاستقبال اقتراحاتهم لتصميم إبداعي بارز يُمثل رحلة عُمان الخالدة من حقبة النهضة المباركة إلى النهضة المتجددة مرورا بالرؤية المستقبلية والهدف إنشاء معلم سياحي يحتضن القيمة المكانية ويعزز خصائص ربط ماضي عمان التليد بحاضرها المجيد.

فكرة هذه المسابقة جاءت في وقتها من خلال استحداث معالم سياحية بارزة وفي بقاع وأماكن عمانية معروفة معالم عمانية الهوية عالمية التصميم وهذا ما تفتقده السلطنة من الجانب السياحي بل وذهب البعض لأبعد من هذا حينما اقترحوا أن تتضمن المسابقة تطوير مواقع سياحية عمانية معروفة وتصميمها بطريقة عصرية مقترنة بما تشهده الساحة السياحية العالمية من تطور لا سيما في المجال التقني.

52 عامًا من عمر النهضة ونحن ننشئ المراكز التجارية "المولات" والمنتجعات والفنادق وغفلنا عن تصميم وإنشاء معلم سياحي بارز يجسد الهوية ويربط عراقة تاريخ عمان الضارب في القدم بالنهضة الحديثة وحقيقة كانت أغلب المشاريع المشاركة، إن لم يكن جلها غاية في الإبداع والإلهام تصاميم ارتبطت فيها الأصالة بالحداثة والإبداع بالتميز؛ بل وأوضحت أن السلطنة تمتلك منجمًا من المبدعين في مجال التصميم المعماري.

المشاريع المشاركة في المسابقة وعددها 356 مشروعًا تعد فائزة بما إنها قبلت للمشاركة تم بعدها اختيار 10 مشاريع للتنافس للمرحلة النهائية؛ ولأن منصة التتويج لا يصعد عليها إلا من فاق أقرانه فقد صعدت 3 مشاريع فائزة؟

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقال: ما الخطط المستقبلية المعدة للمشاريع الفائزة؟ وهل سترى تلكم المشاريع النور عمّا قريب ولو بشكل تدريجي أم ستكون حبيسة الأدراج تعرقلها الإجراءات البيرقراطية؟  وهل سوف تكون أبواب الاستثمار مشرعة لإنشائها في حال تعذر الدعم الحكومي بشكل أو آخر؟ وهل ستقتصر فكرة المسابقة على العاصمة مسقط أم سوف يكون للمحافظات نصيب منها أيضا مستقبلًا؟ أسئلة واستفسارات ينتظر الإجابة عليها العديد من المهتمين والشغوفين بمجال التصميم المعماري.

أكاد أجزم أنه لو جاز لنصف المشاريع التي تأهلت للمرحلة النهائية الظهور لحيز الوجود  لرأينا  عُمان بوجه سياحي خلّاب ولأصبحت قبلة سياحية مضيئة ونجمة ساطعة على سماء الخارطة السياحية العالمية.