التعليم لا يُمس

 

راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

التعليم في مُعظم بلدان العالم حق مكتسب لكل مواطن ومواطنة، تُجنَّد له الطاقات، ويعنى بتطويره واختيار المناهج والأدوات والأساليب المنفذة له مع تهيئة البيئة التعليمية التربوية المناسبة؛ لنجاح الهدف المنشود منه إلا وهو تخريج أجيال مُتعلمة تبني الأوطان وفق رؤى واضحة المعالم والأركان.

دول العالم تهتم بالطالب وتهيئ له كل الإمكانيات البشرية والمادية فتجد الطالب مُراعيا في صحته وغذائه وفروقه الفردية فيشب في بيئة تعليمية صالحة وتجد المُعلم يحترم في مجتمعه وبين طلابه فتنشأ علاقة جميلة بين الطالب ومدرسته ومعلميه في نماذج اطلعت عليها خارج الوطن وتجارب ناجحة بعضها ممتد منذ عشرات السنين.

وفي عُمان؛ حيث يحفل التعليم باهتمام خاص منذ بداية نهضة عمان الفتية حيث انتشر التعليم في ربوع بلادي الحبيبة فأزال غمام الجهل ليُنير طريق المستقبل وبخطوات وثّابة نحو الوصول إلى أرقى أنواع التعليم وكذلك كان للجامعات داخل السلطنة وخارجها دور محوري في تخريج أجيال عمان طوال الاثنين والخمسين عامًا الماضية.

اليوم.. وبعد هذا الجهد الكبير وما حققته عُمان من منجزات في مختلف المجالات، نستصرخ من يهمه الأمر من مسؤولين ومشرعين بأن التعليم يجب أن لا يمس، فهو لا يدخل في أيٍ حسابات من حسابات ضعف الدخل أو أعباء المديونيات أو غيرها؛ فالتعليم هو أساس رقي الشعوب وتقدمها، ويجب أن يُبذل فيه الغالي والنفيس. ومع دخول التعليم لفترات متعددة داخل مدرسة واحدة، نعلم أنَّ تطبيق تلك الأساليب سينعكس على الطالب محور العملية التعليمية ومع عدم طباعة الكتب بصورة سريعة والتأخر في تقديم المناهج في الوقت المناسب شتت الطالب إضافة لصعوبة بعض المناهج الدراسية مع بعض مراحل التعليم العمرية وبشهادة الجميع.

هذا بالنسبة لمراحل التعليم المدرسية وما تعانيه اليوم، أضف إلى ذلك مراحل التعليم الجامعي وانخفاض البعثات الخارجية التي هي عضد التعليم الجامعي المتخصص والنوعي في أخذ الخبرات والنهل من معين الجامعات العريقة ذات التخصصات المميزة مع اكتساب الطالب للكثير من المعارف والأفكار التي ستبني الوطن.

وكذلك الجامعات المحلية يجب تقييمها والشد على عضدها ودعمها ماديا وفكريا وفق رؤى واضحة المعالم ومخرجات ناجحة وفق المقاييس الدولية.

إذن.. من هنا نقول إنَّ التعليم لا يمس وإن التعليم هو مستقبل الوطن وعضده وقوته ومصدر تقدمه ورقيه، ويجب أن تتكاتف الجهود من أجل تصحيح مسار التعليم ودعمه بقوة وبناء المدارس والجامعات وتجويد التعليم من خلال المناهج وتهيئة البيئة التعليمية المناسبة وإعداد المعلمين الأكفاء لنجاح كل هذه الأهداف التي ينشدها أبناء الوطن مع التركيز كذلك على الجامعات الوطنية والابتعاث إلى الجامعات الدولية بأعداد كبيرة وهناك نماذج جلية عادت للوطن وقد تشبعت بالخبرات؛ فالتعليم هو عصب الحياة لمستقبل زاهر ومزدهر.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها وجعلها واحة للعلم والنور والبناء.